دعت الجمعيات الوطنية بالمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدول والمنظمات الأممية الى نشر قيم التسامح الإنساني ، والعمل على تبني برامج تعزز من روح التسامح الذي يقود التعايش والاستقرار الاجتماعي وتطوير أواصر وأسباب التعاون بين مختلف المجتمعات ، وفيما أعلن أمناء الجمعيات الوطنية ومسئوليها في “اعلان الكويت” لختام أعمال الدورة 44 الهيئة العامة للمنظمة والتي أستضافها الهلال الأحمر الكويتي خلال الفترة من 22 ـ 24 أبريل 2019 تحت شعار “مبادئنا تجمعنا” عن إطلاق عام إنساني شعاره “التسامح” يستمر حتى دورتها القادمة والتي سيستضيفها الهلال الأحمر البحريني العام القادم 2020 ، فقد أكدوا ضرورة توجيه برامج للاجئين والنازحين والمهاجرين بالعالم العربي الذين أجبرتهم المآسي والصراعات على الهرب من بلدانهم الى بلدان أخرى ، وأكدت على أهمية نشر قيم التسامح من قبل المنظمات التي تعمل في الجانب الإنساني ، واتخاذ كل التدابير الإيجابية اللازمة لتعزيز التسامح الذي يعد ضرورياً في مجتمعاتنا للسلام وللتقدم الاقتصادي والاجتماعي لكل الشعوب .
وأشار الاعلان إلى أن التسامح هو أحد مقتضيات المبادئ الإنسانية لمكونات الحركة الدولية المنخرطة في العمل الإنساني والإغاثي .
وأكد الاعلان في ضوء أحداث العنف والاعتداءات التي شهدتها عدد من البلدان مؤخراً من تعالى وتيرة انتهاك القانون الإنساني ، ومن منطلق مبادئ الحركة الدولية الإنسانية على أهمية بناء السلم الاجتماعي وترقيته والحفاظ على نسيج المجتمعات ، وان مجرد الاعتداء على هذا النسيج يعتبر خرقاً جسيماً لهذه المباديء ، كما أن تلك الأحداث تؤدي إلى هزات قوية في إعادة بناء هذا السلم الاجتماعي ، مؤكداً أيضاً ضرورة إرساء التشريعات الوطنية الداعمة لهذا السلم أمام هذه الهجمات والانتهاكات التي لا تمت إلى القيم الحضارية المشتركة بأية صلة .
ونوه “اعلان الكويت” بأهمية التسامح كقيمة حضارية وأخلاقية معيارية وفضيلة مجتمعية تستدعيها الظروف العصيبة التي تعيشها بعض البلاد في العالم العربي بالذات بحثاً عن السبل الكفيلة لنبذ الصراعات والتطرف والتوتر والعنف ، وتمكين الرغبة المشتركة للتعايش الإنساني والسلمي في مجتمعات تتصف بالعدل والإنصاف والتعاون والأمن والأمان وتضمن حقوق الحياة والتعليم والمساواة والحقوق الانسانية والثقافية والاقتصادية للأفراد والجماعات التي نصت عليها الشرائع السماوية والأعراف والقوانين الوضعية والمواثيق الدولية .
وفيما دعا الاعلان إلى استثناء العمل الإنساني خلال النزاعات بين الدول وفتح المجال الإنساني لمكونات الحركة الدولية الإنسانية ، واحترام شارات الهلال الأحمر والصليب الأحمر ، فقد حذر من خطابات الكراهية وإقصاء الآخر التي يغذيها الخوف من الآخر ، وتجريم كل أشكال بثها ، مطالباً بإدراج مناهج تعليمية تغرس قيم ومتطلبات التسامح في فضائنا الاجتماعي والإنساني ، وتستجيب لاحتياجات النشء الحالي وأجيال المستقبل وتجعل هؤلاء الشباب أكثر تفهماً لواقعهم الحالي ، وابتعادهم عن الأفكار المتطرفة التي تعرض السلم الاجتماعي الى الانهيار وعدم تقبل التنوع واحترام الآخر .
ونوه “اعلان الكويت” الى أهمية الدور الاعلامي في تعميم ونشر وتعزيز ثقافة التسامح والتعايش بين الشعوب والأمم من خلال إطلاق قنوات إلكترونية متخصصة في بناء هذه الثقافة ، وتنفيذ برامج التدريب على نشر قيم التسامح والعيش المشترك ، واستلهام واقع التسامح والتعايش المشترك في بعض المجتمعات ، كما دعت إلى بناء علاقات تشاركية بين المؤسسات الإعلامية والمؤسسات الثقافية والتربوية والاجتماعية للتوعية بقيم التسامح ، وتشجيع مؤسسات الاعلام على تكريس هذه القيم من خلال خطابها في الاعلام الإنساني بهدف توفير المناخ الإنساني لكي تكون قيمة التسامح جزءاً من نسيج المجتمعات ، وبناء قدرات الجمعيات الوطنية بهذا الخصوص .
وأكد الاعلان أهمية نشر ثقافة التسامح والتعايش مع الآخر والحاجة إليه لاسيما وأن بعض البلاد في العالم العربي تعاني منذ سنين ألم الصراعات والحروب والنزاعات التي قضت على معظم معالم الحياة في تلك البلدان والذي يؤكد البيان في ذات السياق جهود المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر وقفت ومكوناتها من الجمعيات الوطنية في فترة من أكثر الفترات العصيبة التي مرت عليها وتنوعت فيها المآسي والصراعات وخيبات الأمل التي واكبت هذه الصراعات ، والتي ما تكاد بعض البلدان ان تخرج من كارثة إلا وتدخل في مأساة وكارثة جديدة ، الأمر الذي يدعو إلى أهمية السعي الدؤؤب لنشر وتعميم ثقافة التسامح . والذي يسبب غيابه آثاراً وخيمة على مختلف نواحي الحياة.
وفي سياق تأكيد دعوة جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية إلى نشر التسامح ، فقد أعلنت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر عن تنظيم عدد من الأنشطة والبرامج الخاصة لنشر رسالة التسامح بين مستفيدي تلك الجمعيات من العاملين والمتطوعين واللاجئين والمجتمعات العاملة فيها احتفاء باليوم الدولي للتسامح والذي يوافق السادس عشر من نوفمبر من كل عام . كما كشفت عن استعداد منسوبي ومنسوبات الجمعيات الوطنية للتعاون مع أياً من الجهات الحكومية في بلدانهم نحو إيلاء جهود نشر التعليم في مجال التسامح من حيث المشاركة في البرامج الموجهة نحو تنشئة مواطنين يقظين مسئولين ومنفتحين على الثقافات الأخرى وقادرين على درء الصراعات والنزاعات والعنف .