بقلم سعاد حسن الجوهري
ما اجمل ان يكون القلم حرا؟ يمدح عندما يستحق الموقف مدحا وينتقد ايضا حينما يتطلب الامر ذلك. حينها يكون الانصاف هو سيد الموقف. حديثي اليوم يخص وزير العمل والشؤون الاجتماعية معالي السيد الدكتور باسم عبد الزمان والذي منذ توليه المنصب لليوم كان بمثابة شعلة وهاجة من النشاط والعمل الدؤوب. فالرجل ما انفك يسعى لاستيعاب كل من يستحق ضمن برنامج الرعاية الاجتماعية بعد اخضاعه لسلسلة اجراءات تمحيصية. والرجل ايضا عمل على الحد من الروتين الاداري القاتل في ترويج المعاملات من خلال الايعاز – شخصيا – لفرق الرصد الميدانية للتحري عن احوال المتقدمين وتقديم شرح واف لمكتبه كي يتسنى له شمول كل من تقطعت به السبل او اعياه شظف العيش بهذا البرنامج الانساني الكبير. قبل ان اقف عن كثب حيال نشاط واداء هذا الوزير الطموح كنت انتقد اي مسؤول لمجرد انه مسؤول نظرا لايماني العميق بأن المنصب تكليف وليس تشريف. لكن حينما واكبت تحركات وزير العمل والشؤون الاجتماعية الحالي لمست حقيقة نزول الوزير للميدان وابتعاده عن مكتبه وسعيه الدائم على توظيف الامكانات المتاحة لخدمة المتعففين والمحتاجين والمستحقين. حقيقة ساشهد بها امام ربي يوم الدين حينما تسلم هذا الوزير المنصف رسالة عبر هاتفه من مواطن معدم ومحتاج ليبادر هو بدوره الى ارسالها لمكتبه وايعازه لفريق الرصد بتولي الامر في سابقة غير مألوفة اكاد اجزم ان الدوائر العراقية لم تشهدها من قبل. اكتب كلماتي هذه بتجرد عن العاطفة او التملق – لا سمح الله – لاشهد امام الشعب باننا وكما من حقنا ان ننتقد كل مسؤول مقصر او متلكئ فاننا في ذات الوقت مدعوون لان نبحث عن مسؤول بمرتبة وزير هذه المرة يكافح من اجل ابراء ذمته امام الله والشعب خلال اداء وظيفته في منصبه. كل التحايا لهذا الانسان العراقي الاصيل والمنصف وعشمي بباقي الوزراء والمسؤولين ان يحذو على ذات النهج ويزرعوا املا في نفوس الشعب المحبط عنوانه (الدنيا لا زالت بخير) والله من وراء القصد.