سمعت عن اتفاقية حقوق الطفل ولكني لم أقرها.
وبعد أن قرأتها؛ لم أشعر بالفرح! لأنني اكتفشت أنّ هنالك حقوقاً كثيرةً ليولغيري من الأطفال ليس في العراق فقط وإنما في كل العالم. ولكن، ماذا فعلت هذه الاتفاقية لنا نحن أطفال العالم؟
ماذا قدّمَت لي كيافع عراقي؟ وماذا قدمت لبقية الأطفال واليافعين العراقيين؟
هل يكفي بأن تكون حقوقا مكتوبةً على ورق؟ هل تعطي الحق لمجموعة من الناس بالشعور بالفخر والانجاز لانهم كتبوها وطلبوا من دول العالم أن يوقعوا عليها ليعملوا بها في بلدانهم؟ هل يكفي هذا؟
أصدقاء لي حرموا من التعليم بسبب الفقر، وهناك أطفالٌ اخرين حرموا من التعليم بسبب النزاعات والنزوح، وهناك أطفال شوهت أجسادهم أو فقدوا أرواحهم بسبب الحرب.
بعض الأطفال يدفعون العربات أو يبيعون البضائع في السوق لكي يؤمِّنوا الطعام لأمهاتهم وأخواتهم الصغار. قد يضطرون للبقاء بدون طعام طوال اليوم حتى يوفّروا المال لعائلتهم. لا وقت لديهم للعب أو للذهاب إلى لمدرسة.
أنا أذهب إلى المدرسة وألبس ملابساً جيدةً، وآكل طعاماًجيداً. ولكن الآلاف من أطفال العراق وأطفال العالم لا يأكلون بشكل جيد ولا يلبسون ملابساً جيدةً، ولا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة.
هنالك من يموت لانه لا يملك ثمن الدواء!
كيف يمكن أن أفهم ماذا تعني اتفاقية حقوق الطفل، في الوقت الذي لا أرى هذه الحقوق على أرض الواقع؟
على من كتب هذه الاتفاقية، أن يفكر أيضا كيف يجعل الأطفال يتمتعون بحقوقهم بشكل جيد.
عليهم أن يفكروا كيف يكون لنا عالمٌ جميلٌ، نلعب فيه ونتعلم ونسافر ونعطي رأينا بدون خوف.
كيف نتعلم نحن الصغار ما هي حقوقنا
والمعلم في المدرسة لا يسمح لنا بأن نعطي رأينا ويرفض أن نفكر ونسأل ونناقش.
كيف نتعلم نحن الأطفال أن يكون لنا حقوق، وفي كل يوم نهاب حرباً قد تقع في مكان ما من هذا العالم ويموت الالاف منا، كما يحدث في سوريا واليمن وليبيا وكما كان يحدث في العراق، ومن يدري ماذا سيحدث لنا في المستقبل.
عندما طلبوا مني أن أكتب شيئاً عن اتفاقية حقوق الطفل في ذكرى كتابتها أول ما فكرت به، كيف يمكن للطفل العراقي أن ينام دون خوف.
فالعالم من حولنا مخيف وقاسٍ.
نريد من الحكومة العراقية، تفعيل الاتفاقية من خلال قوانين تحمي الأطفال.
على سبيل المثال، قانون يعاقب الأب الذي يزوِّج ابنته وهي صغيرة ويحرمها من التعليم.
قانون يعاقب الأهل الذين يرسلون أبنائهم للتسول أو السرقة أو العمل وهم أطفال.
قانون يعاقب الاهل الذين يضربون أبناءهم أو يتعاملون معهم بقسوة أو يعنّفونهم جسدياً أو نفسياً.
نحتاج مراكز رياضية وثقافية وفنية، يمارس فيها اليافعون والأطفال اللعب والرياضة وتقوية المهارات الفردية.
لا تهتم الحكومات بالطفولة ... نشعر بأنه لا يوجد أحد يفكر بنا.
علي رضا تحسين عباس
العمر 16 سنة