.. ..
فهيم الحامد – جدة
لم يكن فجر امس الاول ( الاثنين ) فجرا عاديا ؛ في رحاب بيت الله الحرام . فرئاسة شؤون الحرمين الشريفين فرحة .مستبشرة ؛ وماء زمزم المخلوط بماء الورد جاهز لغسل اطهر قباع الارض .. ودهن العود ينتظر اللحظة التاريخية ليسكب ليغسل به جنبات وأعمدة الكعبة .. والدبلوماسيين والضيوف متأهبون لغسل الكعبة هذه المناسبة الذي توليه الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين،؛ اهتماماً كبيراً، وتعد لها العدة بشكل مبكّر ؛ حيث يحرص الشيخ عبدالرحمن السديس شخصيا ، للتحضير والمتابعة له من خلال القطاع الخاص في الرئاسة المعني بالتحضير لماء زمزم المخلوط بماء الورد ودهن وبخور العود وجميع مستلزمات الغسل لتخرج هذه المناسبة العظيمة بالصورة اللائقة ونموذج مشرق لهذه البلاد المباركة..
غُسلت الكعبة_المشرفة من الداخل جريا على العادة السنوية ؛ وفتح باب الكعبة المشرفة بعد صلاة الفجر في منظر روحاني مهيب وتسمرت اعين الطائفين والمصلين على هذا المشهد الايماني ، ، ثم بدأ اعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في المملكة في الدخول الى داخل الكعبة بهدوء وسكينة لتبدا ؛ مرحلة غسل الكعبة بخلطة الغسل من ماء زمام، والورد الطائفي، والعود الفاخر، كما تم تجهيز المناشف لمسح جدران الكعبة، وبعد أن خرج الضيوف من جوفها، غسلت أرضيتها المكسوة بالرخام. ؛ بأدوات عالية الجودة، احتوت على ماء زمزم الممزوج بماء الورد، وغسل أيضا جدار الكعبة من الداخل بـعشرات اللترات من ماء زمزم، ومئات من تولات دهن الكمبودي الفاخر.وجميع الأدوات المستخدمة في غسل الكعبة المشرفة مطلية بالفضة، وهي مكونة من عدد من الأدوات، جالونات تحتوى ، على الخلطة الخاصة بغسل الكعبة التي تحتوى على عطر العود والعنبر والعود والدي يتم خلطها مع ماء زمزم ؛ واستخدمت مكانس ذات مسكات من الفضة، تستعمل لكنس الوالشوائب داخل الكعبة،”.كما استخدمت مماسح ، تستعمل لمسح حيطان الكعبة في الأماكن المرتفعة والبعيدة عن متناول اليد، “كما استخدمت مسكات خشبية لمسح أرضيات الكعبة وتجفيف مياه الغسيل بها”.وانبثقت مناسبة غسل الكعبة من مكانة الحرمين الشريفين ، ومنزلة الكعبة المشرفة في نفوس المسلمين ، ومن الاهتمام الخاص من القيادة الرشيدة بهما، وبكل ما يتعلق بالحرمين الشريفين، وما يولونه إياها من الاهتمام والرعاية والحرص والعناية،وتطبيق ما جاءت به الشريعة المطهرة؛ ،هكذا يرى الشيخ عبدالرحمن السديس اهمية مناسبة غسل الكعبة. وتسعى رئاسة الحرمين جاهدة ليس فقط للتجهيز لغسيل الكعبة ؛ بل لخدمة الحجاج والمعتمرين وقاصدي البيت الحرام وزائري المسجد النبوي ؛ هذا مايؤكده على الدوام الشيخ عبدالرحمن السديس الذي وضع نصب عينه وفي اولوياته خدمة الحرمين الشريفين قولا وفعلا ؛ ومواكبة تنفيذ السعودية (2030) نصا وروحا من خلال البرامج التي طرحتها الرئاسة خلال السنوات الماضية ؛ وتوجتها ؛ بعد ان أستوت أوضاعها التنظيمية على الجودي ؛ بإصدار سلسلة قرارات لإعادة الهيكلة ؛ والتي تعتبر الأكبر والأوسع في الرئاسة ؛ بهدف تقديم أرقى الخدمات للحرمين الشريفين ، للسير نحو مستقبل مشرق للعمل في الحرمين الشريفين.
وبدات مراسم الغسل الرسمية بدخول الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة ،الذي يقوم بهذه المهمة الجليلة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين ؛ بماء زمزم الممزوج بدهن الورد .ومعه نائبه الامير بدر بن سلطان و الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن السديس الذي كان في مقدمة مستقبليه امدخل الحرم باتجاه باب اسماعيل… السعادة والفرح ممزوجة برهبة المكان كانت تعلو الوجوه …
بعد انتهاء غسل الكعبة المشرفة وقال الشيخ عبدالرحمن السديس والابتسامة تعلو على وجهه “ ؛ هذا يوم مبارك “.. ملتفة الى موظفيه حيث قال لهم “ وزعوا الطيب على الضيوف هذا يوم فرح .. شاركت الأجهزة الامنية التابعة للحرم بقوة بهذه المناسبة الكريمة فضلا عن قيادات الرئاسة يتقدمهم احمد المنصوري والدكتور سعد المحميد وكيلي الرئيس العام ، وطلال الثقفي وكيل الرئيس المساعد للشؤون الادارية اللذين كانوا شعلة من النشاط والحيوية لانجاح هذه المناسبة بهدوء وحكمة .وكانت مناسبة غسل الكعبة تتم في الماضي مرتين في السنة وفي عام ٣٠١٦؟تم الاكتفاء بغسل الكعبة مرة واحدة، بدلا من مرتين، مراعاة لسلامة قاصدي بيت الله الحرام..
ويأتي غسل الكعبة المشرفة اقتداء بسنّة النبي صلى الله عليه وسلم، عندما دخل الكعبة المشرفة عند فتح مكة وقام عليه الصلاة والسلام بغسلها وتطهيرها من الأصنام، واستمر الخلفاء الراشدين من بعده.
.. وتتمحور رؤية الرئاسة العامة للمسجد الحرام والمسجد النبوي على مفهوم ” حسن الوفادة للقاصدين نشر الهداية ” التي تعتبر الرؤية الاساسية لمتطلقات الرئاسة العامة للمسجد الحرام والنبوي ؛ فيما تتمحور رسالتها في
تمكين القاصدين من أداء العبادة والمناسك على بصيرة في بيئة آمنة طاهرة مثرية ، وتحقيق رسالة الحرمين الشريفين العلمية والدعوية ، مرتكزة على أسس مهنية واحترافية وكفاءات بشرية مؤهلة وتقنيات متجددة وشراكات فاعلة .
وتضع الرئاسة العامة للمسجد الحرام والمسجد النبوي في أولوياتها شعار ” حسن الوفادة” والحفاوة عند الاستقبال وحين الوصول والتماس احتياجات القاصدين بطلاقة وجه وبشاشة فضلا عن التخلي عن الفردية وتقديم مصلحة الرئاسة واعتماد منهجية الجسد الواحد المتناغم في أفعاله ومواقفه..
ويعتبر شعار تعظيم الحرمين هدف هام للغاية لاستشعار عظمة قبل المسلمين ومهوى أفئدتهم ومركز انتمائهم ، وإجلال المسجد النبوي وتقدير مكانته ..
كما يعتبر تجويد العمل والتفرد في إعداده وإخراجه ليكون نموذجا متميزاً ومتطوراً يحقق رضا القاصدين ومهارة توليد الأفكار الإبداعية ، والاستفادة دوماً من المستجدات بعين المستكشف والباحث والمنفذ الي جانب تقديم الخير ومحبة نشره وتوطين القلوب على البر وإشاعته ، بدءاً من العبادات وانتهاء بالمعاملة الحسنة )
.. ..
أنها تجربة نادرة وتاريخية الاول من نوعها ضختها من خلال تشرفي للمشاركة في غسل الكعبة ..؛ التي اعتبرها ام التجارب وأروعها بروحانيتها ونحن نتحدث عن غسل اطهر بقاع الارض الكعبة المشرفة ..