د.هنادي الحملي
يعرف المعيار على انه ما يقاس به الشيء كالميزان، ويختار ويقيم على أساسة، وتعرف كلمة كفاءة بأنها الجدارة والقدرة العلمية والمهنية والأخلاقية على حد سواء ودعم ذلك المعنى الآية الكريمة (إن خير من استأجرت القوي الأمين) ـ القصص 26، واشتقت كلمة وزير من كلمة وزر، وهي تعني الحمل الثقيل والمرهق والشاق، وقيل أيضا أنها مشتقة من الأزر، وهو الظهر، وفي لغة إدارة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ولغتنا نحن مختصي التنمية المؤسسية وتنمية الموارد البشرية هي وظيفة قيادية تقع على رأس الهرم التنظيمي المؤسسي لها واجبات وعليها مسؤوليات ولها مواصفات ومجموعة مهارات skill & competencies في مطابقة احتياجات المنصب ولها شروط لمناسبة مهارات لتلك الكفاءة دون غيرها مع ذلك الاحتياج، فمن وجهة نظري هي ليست منصبا سياسيا وليست فرصة عارضة لمرشح دون آخر بل هي عملية توظيف employment تتم وفق معايير وشروط criteria & measurements محددة لها جانب فني technical كما لها جانب سياسي political، اما عن معايير الاختيار لتلك الأسماء او المرشحين لشغل المناصب القيادية بما فيها الوزارية فيجب ان تخضع إلى مواصفات ومعايير مهنية واجتماعية يراعى فيها تراكم الخبرات الإدارية والتوازن والقيادة بالرؤية والفهم السياسي والاجتماعي والاحساس بضرورة التحديث المؤسسي وفق خطة استراتيجية واضحة ومعلنه.
ومن أهم المعايير أن ترتبط في طبيعة التخصصات العلمية والمهنية وملاءمتها لاختصاص المؤسسات المرشح إليها، كما تعنى بالشهادات العلمية الحاصل عليها المرشح ومعدل التخرج فيها، ويراعى فيها نوعية وتصنيف الجامعات المؤهلة لذلك المرشح بالإضافة إلي الخبرات المهنية والتدرج الوظيفي في شغل الوظائف والتنوع الوظيفي ومدته وتقييم الإنجارات التي قام بها على مدار سنوات خدمته.
ومن المعايير أن يكون قد عمل في الوزارة التي سيعين عليها لكي يكون ملما بدقائق ومهام الوزارة وعارفا بالمشكلات التي تواجهها ومدركا لتوازنات القوى فيها، وإذا كان من خارجها فيكلف بالعمل فيها عاما واحدا او ستة اشهر على اقل تقدير قبل أن يكلف وزيرا ليتعرف على مهام الوزارة ويرسم له استراتيجية، لأن الوزير الذي لم يسبق له العمل في نفس الوزارة سيستغرق أشهرا إلى أن يتعرف على مهامه، وأشهرا ليتعرف على مشكلات الوزارة، وأشهرا ليرسم الاستراتيجيات، وأشهرا يجرب ويخطئ وتذهب سنوات ولا يقدم فيها للوزارة أي خدمة أوتطوير نوعي.
ومن المعايير كذلك، أن يكون قد سبق له أن تولى مهام إدارية لأن الوزير الذي لم يتول أعمالا إدارية تنقصه جوانب فنية في الإدارة وستكون مهارات الاتصال مع الجمهور لديه ضعيفة لأن الإدارة وإن كانت مكتسبة إلا أنها فن يدرس وتجارب متراكمة يستفاد منها.
ومن اهم المعايير النزاهة والأمانة والشرف على المستوى الشخصي فلا توجد أحكام او مخالفات او حتى مخالفة مرورية لانها مؤشر على احترام القانون، كما يعتبر قياس الجوانب الاخلاقية واجتماعية أمرا في غاية الاهمية حيث سيرة المرشح وأسرته تلعب دورا إيجابيا في قياس مناسبته للخدمة العامة او الخدمة المؤسسية، ومن النزاهة المعيارية الافصاح عن ممتلكاته الشخصية والعائلية اثناء عملية الترشيح.
من المعايير أيضا، أن يعين وزراء جدد ومن الشباب من الذكور والإناث، اي ان عمر المرشح ضروري جدا لشغل المناصب الوزارية والقيادية والأولى بنا ان نحدد فئة الأعمار فلا تقل عن 30 سنة الى 50 عاما على ابعد تقدير مشروطة بالتمتع بملف طبي صحي كما تشترط باستخدام تطبيقات الحاسب الآلي وتكنولوجيا المعلومات واستخدام قنوات التواصل الاجتماعي والقدرة على الخطابة، لأنه كلما زاد العمر تقدما كلما كان باعثا على الجمود وعدم التحديث وفقدان الحماس وقلة الأفكار والاقتراحات ولا ننكر وجود استثناءات هنا ولكن التوجه يكون الى استثمار طاقات الشباب والكفاءات، ويرشح كبار السن من القادة والمرشحين ـ إن تطلب الأمر ـ الى وظائف استشارية للاستفادة من الحكمة والنضج.
ويعتبر المعيار في لغة المؤسسات أيضا مقياسا للأداء الفاعل اللازم لتحقيق هدف معين، وهو يساعد في توفير الأداة الفاعلة لاختيار النتائج المتحققة ومدى توجهها نحو الأهداف المحددة، وكذلك يستخدم كأساس لتبين معايير الأداء الأكثر طموحا في المستقبل.
ويجب تحديد معايير الأداء قبل البدء بعملية التقويم وذلك للمحافظة على موضوعية التقويم والابتعاد عن التمييز وعن المشاحنات او المكاسب السياسية.
وغالبا ما يجري تحديد المعايير الفنية للمناصب القيادية المسؤولة عن اعمال سياسيات واستراتيجيات المؤسسات بالقيمة المضافة وتفصيلا بالآتي:
1 ـ كمية المخرجات أو الانجازات & accomplishment quantity of out put.
2 ـ نوعية المخرجات أو الانجازات & accomplishment quality of out put.
3 ـ التوقيت الملائم للنتائج timeliness of results.
4 ـ طريقة الأداء manner of performance.
5 ـ الفاعلية في استخدام الموارد effectiveness in use of resources.
والموارد هنا المالية وغير المالية
فلا توزير أو قيادة من دون معايير اداء او معايير اختيار، فالمنصب المرشح اليه هو منصب تكليف وليس تشريفا.