علاء عبد دلي اللهيبي
التظاهرات حق طبيعي، وهي حراك جماهيري يستهدف تصحيح أوضاع سائدة، ولكنها لاتلبي حاجات المجتمع، أو من أجل المطالبة بحقوق يعتقد من يخرج الى التظاهر إنها غمطت، وحجبت عنه، وحرم منها لأسباب معروفة، وربما كانت مجهولة، ويعرفها فقط من يحجب تلك الحقوق عن أصحابها، وهناك من يتظاهر طلبا لتعديل قوانين، أو تشريع أخرى، أو للتسريع في إجراءات روتينية، أو لرد المظالم عن فئات إجتماعية، وهناك من يتظاهر من أجل الحصول على وظيفة، وهناك من يتظاهر طلبا للخدمات التي قد تكون تأخرت عن مناطق بعينها في قطاع من القطاعات.
ليس مقبولا أن يحاول البعض تحويل تظاهرة ما، أو مطالب بعينها الى تنافس بين أشخاص، أو فئات، ولاحتى إدعاء البطولة والريادة، ويتوجب على من يخرج للتظاهر أن لايضيع حقوق غيره ممن يفتقدون الى الوظيفة، ويعانون الحرمان، ويريدون تحقيق الذات، وكنت غالبا ما أرى متظاهرين، أو معتصمين قرب وزارة من الوزارات فأتعاطف معهم، وربما تخيلت أني مكانهم، وكيف يكون شعوري حينها وأنا أضع آمالي وأمنياتي بيد بعض الاشخاص ليمثلوني فإذا هم يتنافسون بينهم، ويبحثون عن مكاسب لهم، بل ويسارعون الى تصنيف تلك المطالب على الهوى، وقد لايكونوا بحاجة لها، وربما زجوا أسماء لاعلاقة لها بالمتظاهرين الأصليين، كشخص يسأله أحد لماذا تتظاهر، ويكتشف أنه موظف حكومي، وعديد أفراد اسرته موظفون، ويعيشون وضعا إجتماعيا ممتازا، ويتصدون لمسؤولية المطالبة بحقوق البعض لكنهم في الحقيقة يعملون على سلب تلك الحقوق لأنهم يتحركون بنوايا تخالف ماخرج لأجله المتظاهرون الذين ينطبق عليهم المثل الشهير ( ياغافلين لكم الله).
في وزارة مثل وزارة التعليم العالي حيث نجد كما في وزارات أخرى حاجات ومطالب تحاول الوزارة تلبيتها إلا إن البعض يعمد الى مصادرة مطالب المتظاهرين لحسابه، وهي مناسبة تدعوني لنصح الأعزاء من المتظاهرين أن يرشحوا بعض الموثوقين منهم ممن تنطبق عليهم شروط معينة ليحددوا مطالبهم، ويمثلوهم خير تمثيل وأن لايسمحوا للبعض بسرقة جهودهم وتعبهم وصبرهم، بل وعمد هولاء الى وضع قوائم باسماء تطالب بالتعيين، ويأتي أخرون منافسون ويقولون إن هذه القوائم لاتمثلنا ثم نكتشف ان الطرفين يبتعدان عن المتظاهرين الحقيقيين، وهو أمر هم أهل لأن يدركوه، ويعملوا به، وليس غيرهم، فعلى مايبدو أن هناك راكبي أمواج في كل بحار الدنيا، وبعضهم يصنع أمواجا من الوهم ليركبها، ويصادر حقوق غيره.