تنمية القدرات البشرية في القرن الحادي والعشرين
تمهيد:
1. في الخامس من سبتمبر 2020م، اجتمعنا نحن وزراء التعليم في مجموعة العشرين افتراضياً، لتأكيد الدور المركزي للتعليم في تمكين الإنسان من اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين.
2. وكما ورد في بيان الاجتماع الاستثنائي الافتراضي لوزراء التعليم لدول مجموعة العشرين بشأن فيروس كورونا المستجد الصادر يوم 27 يونيو 2020، فإننا ندعم الجهود الفردية والجماعية المبذولة لتخفيف الآثار غير المسبوقة التي تسببت بها التبعات غير المعهودة لجائحة فيروس كورونا المستجد على التعليم، كما نؤكد على أننا نقر بأهمية ضمان استمرارية عملية التعليم للجميع خلال الأزمات.
3. بناءً على بيان وزراء التعليم في مجموعة العشرين لعام 2018م، نؤكد مجدداً أن التعليم هو حق من حقوق الإنسان وأساس للحقوق الأخرى، كما أنه يشكل أساس التنمية الشخصية، حيث إنه يزود الأطفال والشباب والكبار بالمعرفة والمهارات والقيم والتوجهات اللازمة ليتمكنوا من الوصول إلى كامل إمكاناتهم.
4. تمشيا مع أجندة الأمم المتحدة لعام 2030م، نؤكد من جديد التزامنا بضمان التعليم عال الجودة والشامل والعادل وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع.
5. نؤكد على الدور الحيوي للتعليم وتطوير المهارات في مواجهة التحديات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وعليه، فإننا نجدد التزامنا بتشجيع التعاون الدولي ومشاركة أفضل الممارسات للارتقاء بنظم التعليم حول العالم. وفي هذا السياق، فإننا سنسهم في تحقيق أهداف أوسع نطاقاً بما في ذلك الحد من الفقر وعدم المساواة، وتعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام، وتعزيز فرص الحصول على التعليم عال الجودة للجميع، وخاصة الفتيات، وتمكين النساء والشباب والفئات الأولى بالرعاية.
6. نشدد كذلك على أهمية تحسين فرص الحصول على التعليم عال الجودة في مرحلة الطفولة المبكرة كأساسٍ لتنمية الأجيال الحالية والمقبلة، وكجـزء أساسي لتعزيز الإنصاف والشمولية في التعليم وتشجيع التعلم مدى الحياة.
7. ندرك أهمية تعزيز العالمية في التعليم كوسيلة لتحسين جودة التعليم في جميع المستويات، وتنشئة جيل يتمتع بقيم المواطنة العالمية ومؤهل للتعامل مع عالم يزداد ترابطاً.
استمرارية التعليم في أوقات الأزمات
8. ندعم تبادل أفضل الممارسات والتجارب، بينما نستكشف وسائل لبناء أنظمة تعليمية متينة، وسبل تمكين الطلاب من مواصلة التعليم أثناء الجائحة وبعدها، كما أننا نشجع على تطوير سياسات واجراءات لفتح وإغلاق المؤسسات التعليمية بما يتلاءم مع السياقات الوطنية والإقليمية والمحلية، مع إعطاء الأولوية لصحة وسلامة الطلاب والمعلمين والمربين والمجتمعات.
9. ونؤكد على أهمية التعلم عن بعد والتعليم والتعلم المدمج وعلى تعزيز الوصول إلى التعليم عال الجودة، والتطوير المهني للمعلمين، والبنية التحتية والمحتوى الرقمي، والتوعية بالأمن السيبراني، وطرق التدريس المناسبة، والتعلم النشط مع التسليم بأن هذه الأساليب متمِّمَة للتعلم وجها لوجه لا بديلة عنه، ونشدد على أهمية البحوث والبيانات لتقييم جودة التعليم عن بعد ونواتج التعلم من خلاله.
تعليم الطفولة المبكرة
10. نُسَلِّمُ بالدور الجوهري الذي تؤديه إمكانية الوصول العادل إلى تعليم الطفولة المبكرة عال الجودة والذي يحفز التنمية الشاملة للأطفال، والتي تشكل أساس اكتسابهم مهارات القراءة والكتابة والحساب والمهارات الاجتماعية والعاطفية، من أجل إرساء الأساس للتعلم والرفاه في المستقبل.
11. كما نشدد على أهمية تحسين فرص وصول التعليم عال الجودة لجميع الأطفال لا سيما الفئات الأولى بالرعاية وتيسير تكاليفها.
12. نؤكد على أهمية تعليم الطفولة المبكرة الذي يركز على خبرات الأطفال ومهاراتهم النمائية ورفاهيتهم، ويعزز التفاعل الإيجابي بين العاملين في مجال تعليم الطفولة المبكرة والأطفال والأسر والمجتمع المحلي.
13. ونقر أيضاً بأهمية زيادة الوعي للأسر والمجتمعات بشأن الدور الحيوي للتعليم عال الجودة في مرحلة الطفولة المبكرة المتوافق مع احتياجات المهارات النمائية للأطفال في كل مرحلة من مراحل نموهم.
14. نؤكد على أهمية بناء قوة عاملة مؤهلة في مجال تعليم الطفولة المبكرة والمحافظة عليها بالاستعانة بالمعلمين والمربين والموظفين، والقادة في مؤسسات تعليم الطفولة المبكرة، والذين يمتلكون المعارف والمهارات والكفايات التي تمكنهم من العمل مع الأطفال الصغار، بالاعتماد على التدريب المهني لتطوير مهاراتهم وإعادة تأهيلهم طوال حياتهم العملية.
15. نبرز قيمة الانتقال السلس من مرحلة تعليم رياض الأطفال إلى التعليم الابتدائي، وعليه، فإننا نشجع على التعاون والتنسيق بين هذه المراحل التعليمية بما يتماشى مع السياقات المحلية لكل بلد، حتى تتحقق وتستمر الفوائد التي تعود على تعليم الطفولة المبكرة بما يضمن الجودة والاستدامة.
16. نُسَلِّم بأن الاستفادة من التقنيات الرقمية يزيد من إمكانية زيادة فرص حصول الأطفال على تعليم نوعي في مرحلة الطفولة المبكرة، وتمكن المعلمين والمربيين والأسر من خلق تجارب تعليمية ملائمة لجميع الأطفال حسب مراحل نموهم، كما أننا نسلم بأهمية تقليل الفجوة الرقمية من خلال تقديم الدعم والتعليم اللازمين لجميع الطلاب ولا سيما الفتيات، والفئات الأولى بالرعاية لتعزيز تفاعلهم مع الأجهزة التقنية بصورة فاعلة ، كما أننا نشدد على أهمية دراسة آثار هذا التعرض الرقمي على نمو الأطفال وتعلمهم ورفاههم من أجل تحديد الفرص وتخفيف المخاطر المحتملة.
العالمية في التعليم
17. نؤكد على أهمية التعاون والشراكات الدولية في مجال التعليم لا سيما اثناء الأزمات العالمية مثل جائحة فيروس كورونا المستجد، وفي الوقت الذي نحترم فيه القوانين واللوائح والسياسات الوطنية والمحلية، فإننا ندعم العالمية في التعليم للجميع من خلال دعم إمكانية تنقل الطلاب والباحثين و نقل المعرفة، وتقديم المنح الدراسية، وإتاحة تبادل المعلمين والموظفين، ومشاركة المعلومات من أجل تيسير الاعتراف بالمؤهلات خارج نطاق الدولة بما يتماشى مع السياقات المحلية والأطر القانونية الدولية والإقليمية ، واستخدام تقنية المعلومات والاتصالات والبحوث الدولية، وإنتاج المعرفة، والتطور التقني.
18. ونحن نقر بالحاجة إلى بيئات التعلم التي تُمَكِّنُ الطلاب والمعلمين والمربِّين من التعاون والمشاركة في عالمنا المترابط. ونشجع على تضمين الأبعاد الدولية والثقافية في جميع مستويات التعليم الأساسي والتعليم العالي والمهني والتدريب، حيثما كان ذلك مناسبا، لضمان نتائج تعليمية فعالة.
19. وبالنظر إلى الفرص والتحديات المرتبطة بالعالم الرقمي ، فإننا ندرك الدور الهام الذي يمكن أن تؤديه تقنية المعلومات والاتصالات المفتوحة والميسرة والقابلة للتشغيل البيني في تعزيز العالمية في التعليم من خلال تشكيل نماذج جديدة للتعليم والتعلم، ومشاركة المعرفة وتبادلها داخل البيئات التعليمية وفيما بينها في جميع أنحاء العالم، ولتحقيق هذا الدور، فإننا سنعمل على دعم حصول الفئات الأولى بالرعاية على التقنية وتقليص الفجوة الرقمية.
20. نشجع على تبادل أفضل الممارسات في مجال العالمية في التعليم وتكييف هذه الممارسات بما يتوافق مع المستوى المحلي والوطني والدولي، كما أننا ندعم تعزيز النقاش حول العالمية في مراحل التعليم العام، وبالنظر إلى جائحة فيروس كورونا المستجد، فإننا ندرك أهمية العالمية في الداخل (العالمية في التعليم داخل حدود الدولة) في توسيع كفايات الطلاب الثقافية العالمية، وتقديم فرص وتجارب تعلم عادلة للجميع.
الخطوات القادمة
1. سنواصل العمل على دعم تبادل المعرفة بين دول مجموعة العشرين في مجال استمرارية التعليم، وتعليم الطفولة المبكرة، والعالمية في التعليم حتى نتمكن جميعاً من التعلم معاً والنهوض بمستوى أنظمتنا التعليمية، كما أننا نتفق على أهمية النظر في سبل التعاون المستقبلي لدراسة تأثير جائحة فيروس كورونا المستجد على التعليم.
2. نعرب عن امتناننا لقيادة المملكة لسنة الرئاسة لمجموعة العشرين على جهودها الحثيثة، كما أننا نشكر البنك الإسلامي للتنمية، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسف)، ومجموعة البنك الدولي على مساهماتهم القيمة في عملنا.
3. وسنقدم هذا البيان إلى قمة قادة مجموعة العشرين لعام 2020م، وسنواصل تعاوننا مع رئاسة إيطاليا لمجموعة العشرين في عام 2021م وما بعده