هادي جلو مرعي
القتلة لايملكون ادبا. هم لاينظمون الشعر، ولايفهمون لغة القصائد، ولايكتبون قصصا عن حياتهم، وعن الحب والجمال، والرغبة المستمرة في الإبداع والحضارة، والعمران.
القتلة مؤقتون لانهم لايحكمون قلوب الناس، مثلما يحكمهم شاعر نظم قصيدته قبل ألف سنة وهو يقول:
تعجبين من سقمي
صحتي هي العجب
ويردد:
تضحكين لاهية
والمحب ينتحب
في العراق الجنوب يحتل العراق، وفي العرب مصر تحتل العرب، فالذين يجنون الملايين من الدولارات لايستطيعون أن يملكوا القلوب لأنها تنبض لهم طالما كانوا ينفقون تلك الدولارات، وحين تنفد، ولايعود بمستطاعهم الدفع يعودون الى حقيقتهم، فالأدب والموسيقى والغناء والعمران أشكال لحضارة لاتموت، وتصنع إرثا ممتدا.
نسخر من طريقة نطقهم للكلمات، ولسعيهم في الحياة وكدحهم وكدهم، ونفخر إننا نحكمهم بالنار والحديد، ونستهزئ بوجودهم وحضارتهم وقراهم ومدنهم وقصبهم، لكننا نتمايل طربا حين يغنون، وحين يتلون قصائدهم الحزينة، وحين يشقون مياه أهوارهم بالمشاحيف، والأغاني الملتاعة وصوت (آه ياويلي) وآه ياويلي حين يكون الظلم حاكما، وسلطان الجور متحكما حينها تغيب الأغاني، وتنهزم الكلمات أمام سطوة الجلاد.
تمضي الحكومات، والجماعات المتطرفة ،وتتحول الى روايات في السياسة، بينما يبقى الأدب والأفكار والإعتدال سمات تطبع حياة الناس وسلوكهم وتطلعاتهم الإنسانية فالحياة إنما وجدت لتكون صورة لإبداع الخالق وجماله، فالتطرف ليس سبيلا للمعرفة، وليس سبيلا لصناعة المجد، ولبناء الحضارة.
شاهد أيضاً
السامرائي يلتقي البرزاني ويبحثان الأوضاع السياسية والأمنية
إلتقى رئيس تحالف العزم المهندس مثنى السامرائي في مصيف صلاح الدين بأربيل …