الخميس , 21 نوفمبر 2024

سقوط الدولة فتح المولات وإغلاق المدارس

هادي جلو مرعي

حين يتحكم في أمور العامة من لايجيد سوى تأمين مصالحه، ولايريد أن يفهم إن الحكم وسيلة لتلبية حاجات الناس، وليس لإذلالهم، وتجويعهم، ونسف وجودهم، وتسليط فئات من السراق عليهم، ونهب ثرواتهم، ونسيان إن الدولة هي شعب ومؤسسات وإدارات، وليست (خان جغان) يرتاده من يشاء، ويفعل فيه مايشاء متجاهلا وجود آخرين وحاجاتهم، وإنهم شركاء له، وليسوا دخلاء، ولعلنا في العراق نصدم بوجود فئات إجتماعية تتجاهل دورها الأخلاقي والإنساني والمهني تجاه بقية الفئات، وتنشغل في نشر الفوضى، والتركيز على جني المكاسب، مع وجود من يسرق، وينشر الفوضى، ولايجيد الإدارة، ويجهل شروط القيادة، ولكنه يعتمد قوته وقدرته على إرهاب الناس لتحقيق مبتغاه ظنا منه إن الجميع سيثني عليه، وربما أحبه، وقد لايعلم إن هولاء يخافون ظلمه وجبروته، وهم يتحينون الفرص لهزيمته، والإنتقام منه حين تتاح لهم لحظة الحسم.
واحدة من أسباب سقوط الدولة هو إغلاق مؤسسات التعليم كالجامعات والمعاهد والمدارس الإبتدائية والمتوسطة والإعدادية بحجة الحماية من فيروس كورونا، ومنع إنتشار المرض، في المقابل تكتظ الساحات والشوارع والمولات والأسواق الشعبية والمقاه والمسارح بتجمعات كبيرة وصادمة، وينتشر الناس قرب المراقد الدينية، وفي الإحتفالات العامة، والأعراس، وكل الذين يحضرون فيها هم من كبار السن والشبان والنساء، وهم عرضة للإصابة، ونقل الفيروس والعدوى منه، بينما يتم إغلاق المدارس والمعاهد والجامعات التي يرتادها الشبان والصغار، وهم يملكون مناعة كافية، ويتمتعون بقوة جسدية، ويحتفظون بأعضاء سليمة تقاوم الأمراض والعلل.
الدولة العراقية بحاجة الى عقل حاكم منفتح على الضرورات، وليس على المولات، ولابد من إعادة النظر في بعض القرارات الغبية المتعلقة بإغلاق المدارس والجامعات، مقابل فتح الصالات والمطاعم والمسارح وقاعات الرقص والإحتفالات، فالتعليم ضرورة لاغنى عنها في بلد مستنزف ماليا وفكريا وإنسانيا يضربه التردي والإحباط، ولايجيد قادته إدارته بشكل صحيح، منشغلين بمصالحهم، وتأمين مكاسبهم، وربما سيمضي عامان على كورونا وهما عامان لصناعة الجهل والتخلف والفوضى، ومنح السفلة واللصوص الإذن باللعب كيف شاءوا دون رقيب ليكسبوا الحقير من المكاسب، ويضيعوا وطنا.

شاهد أيضاً

السامرائي يلتقي البرزاني ويبحثان الأوضاع السياسية والأمنية

      إلتقى رئيس تحالف العزم المهندس مثنى السامرائي في مصيف صلاح الدين بأربيل …