حيدر الموسوي
بدأ يحتدم الصراع مبكرا و بشكل ملفت للنظر فراح رئيس البرلمان الذي يفترض ان ينتبه لواجباته كرئيس لاعلى سلطة بالبلاد وهي التشريعية والرقابية وبدلا من استكمال مشاريع القوانين المتعلقة بمصلحة الناس وتكرار تأجيل الجلسات خاصة استجواب الوزراء وفق مبدأ التخادم المنفعي راح يهرول باتجاه الزيارات المستمرة الى المحافظات والمدن من اجل اقناع الناس بانتخابه ومرشحي حزبه في الانتخابات المزمع اجرائها بخطابات فارغة من محتواها متعكزا على انجازات وهمية
الغريب في الامر ان السيد رئيس البرلمان نسي ان الدعاية الانتخابية لم تبدأ بعد وان تسخير مقدرات الدولة من بلدية ودوائر اخرى واكراه كوادرها بتقديم خدمات وترغيبهم وترهيبهم حتى وان كان الموضوع خارج الصلاحيات هي مخالفة دستورية صريحة
الباص البرتقالي الذي يلف يوميا في عدد من المدن وتحمل عبارة النقل المجاني برعاية تقدم ماهي الا احدى الدعايات الرخيصة والهزيلة فضلا عن تبليط شارع او توزيع بعض الهدايا لشيوخ القبائل
الزعامة للمكون السني لاتحتاج كل هذا الخرط والاسهال الانتخابي الميكر
بقدر ما تحتاج الى حلول واقعية لانتشال مواطني تلك المدن من حالة الفقر والعوز وجعلهم يؤمنون ايمان قاطع بضرورة بناء الدولة ومشاركة اخوتهم من بقية المكونات بعيدا عن افتعال ازمات ذات طابع مذهبي واستخدام لغة ( نكسر ظهره )
لكن يبدو ان اختبار هذا الشاب لمهمة اكبر بكثير من حجمه تحت مسمى الدماء الجديدة كان الخطأ الجسيم التي ارتكبته القوى السياسية في وقتها
المكون السني يحتاج زعامة ليست عاطفية ولا تحاول استدرار الدموع بالخطابات الشعبوية بقدر ما تحتاج الى زعامة واقعية تتمكن من قراءة الواقع المحلي والاقليمي وكيفية التعامل معها
وعدم الذهاب باحلام العصافير ودغدغة مشاعر الناس بأن منصب رئاسة الجمهورية سيكون من حصة المكون
لان رئاسة البرلمان اكثر تاثيرا وفاعلية من حيث الصلاحيات والقوة والتشريع والرقابة وممكن ان يكون الشخص الذي يحصل على هذا الموقع في المرحلة القادمة وان تمكن من اجادة دور رئيس مجلس النواب سيكون قد دخل التاريخ من اوسع ابوابه وليس من خرم باب الباص