مهند الصالح
(كنت دكتاتورا رغما عني ،لأنهم كانوا يعرضون علّي من السلطة أكثر مما أردت) . نابليون
(يافرعون مين فرعنك ؟ مالئتشي حد يلمني) من امثال المصريين
من هنا يولد الدكتاتور
في العراق ، لم يتوقع طالب النقيب الذي كان يسكن البصرة ، ان يقسّم احد أتباعه البصرة إلى ثلاثة أقسام 🙁 ثلث الله ،وثلثين لطالب ،وثلث الله يطالب بيه طالب). وغير بعيد عن البصرة ، وفي ريف العمارة تحديدا كان احد صناع الطغاة وهو مهوال يمدح شيخه (شواي الله ويمشي بكاعه !) وهكذا تدرجنا: من طغاة بملابس شيوخ إلى طغاة بملابس سلطة، ووصل مخاض الطغاة إلى (الزعيم الاوحد) ومدلل السلطة ، الذي برز في بدايته عبر فريق برنامج (الدهن الحر)، وبسرعة البرق وصل إلى منصب القيادة في المحافظة وعضوية البرلمان ومن ثم رئاسة البرلمان
حتى هو ما كان ليتوقع ان تهبط كل هذه السلطات بيده مرة واحدة
وهنا جاء دور(اللوكيه) ، بأبراز الزعيم وأدوا دورهم على أحسن وجه .كتاب اختصوا بإيجاد الألقاب (للقائد) ،وكتاب تسابقوا دون إكراه من اكتبوا ،ولحنوا ،وغنوا الأغاني ، وبعضهم وجدوا طرقا مبتكرة لدخول قلب الزعيم عندما ابتدعوا له عناوين ( شيخ الشباب) ( القايد) والكل يخرس في حضرة القايد
سماحة العراق الجديد أعطت الفرصة لكل العراقيين ليكونوا في المعترك السياسي ، وهذه السماحة جعلت من البعض ياخذ دور الدكتاتور
بعدما فسروا وفهموا خطأ سكوتنا عن تجاوزاتهم وإساءاتهم ضعفا ، وطمعوا فينا ، ودخلوا العملية السياسية ، بعد ان تتبدل الأدوار لنفس الأشخاص ، ليصبح طاغية جديد يهدد ويتوعد مستغلا الفسحة الديمقراطية !!.
نحن ساهمنا بصناعة جمهورية الخوف الأولى: بخوفنا ، وترددنا ، وسكوتنا ، وبعض هذه التصرفات عدت مقبولة وقت الدكتاتورية ، أما غير المقبول الآن ان نساهم بسكوتنا ، أو امتناعنا عن الذهاب إلى الانتخابات لنصنع جمهورية خوف ثانية بوجوه وأسماء نعرف تاريخها ، وعرفنا مواقفهم وأعمالهم في السنوات الماضية .
فهل سنسمح لان تلد ديمقراطيتنا طغاة جدد ؟
مثلما ولدت ديمقراطية ألمانيا هتلر ، ومثلما ولد برلماننا الحالي طغاة صغار ، وقتلة ساهموا بقتل الشعب وهم ممثلوه ،
فهل منطقيا أن نتمنع عن الذهاب إلى الانتخاب حتى (يظل البيت لمطيره)؟ليأتي برلمان آخر يضم إضعافا مضاعفة من من فشلوا في خدمة المواطن
لو إنهم دخلوا علينا بالحيلة والغدر لوجدنا لأنفسنا عذرا في المستقبل ، لكنهم أعلنوها صراحة ، وأعلن جمعهم عن نفسه وعن نواياه .فهل سنعد العدة لمجابهتم ؟ام سنكتفي بلوم انفسنا اذا حصل المحظور ووقع الفأس بالرأس !.