وكالة النهرين نيوز الاخبارية وكالة اخبارية مستقلة تهتم بالشان العراقي
بغداد – حذر عضو اللجنة المالية النيابية، مصطفى الكرعاوي، من خطورة الأزمة المالية التي يمر بها العراق نتيجة التوسع في الإنفاق العام والتعاقدات الجديدة، مؤكداً أن الحكومة لم تحقق أهدافها في تعظيم الإيرادات.
وأوضح الكرعاوي أن الحكومة التزمت بتحقيق 27 تريليون دينار لكنها لم تتمكن سوى من توفير 12 تريليون، لافتاً إلى أن ورقة الإصلاح المالي “البيضاء” ساهمت مؤقتاً بزيادة الإيرادات عبر رفع سعر الصرف إلى 145 ألف دينار، لكن خفضه لاحقاً إلى 132 ألف تسبب بخسارة تقارب 13 تريليون دينار عن كل 100 مليار دولار من الإيرادات النفطية.
وأشار إلى أن هيئة الضرائب أخفقت في بلوغ أهدافها؛ إذ كان متوقعاً تحقيق 9–10 تريليونات دينار بينما لم يتجاوز المتحقق 3 تريليونات. وربط ذلك باستفحال الفساد السياسي والحزبي الذي يبتلع الإيرادات ويغذي الحملات الانتخابية، فضلاً عن عرقلة نمو القطاع الخاص.
وأضاف الكرعاوي أن ضعف الرقابة الحكومية سمح للشركات باستغلال العاملين برواتب متدنية، فيما يبقى تفعيل القطاع الخاص معطلاً بسبب غياب الإرادة السياسية. كما انتقد قرار خفض سن التقاعد إلى 60 عاماً الذي كبّد صندوق التقاعد خسائر سنوية تقترب من تريليون دينار، إلى جانب فقدان الخبرات، مشيراً إلى أن زيادة رواتب المتقاعدين الأخيرة اقتصرت على 100 ألف فقط.
وفي ما يخص الرواتب، أوضح أن تأخير صرفها ناجم عن نقص السيولة واعتماد 70% منها على الخزينة العامة، مبيناً أن مشاريع فك الاختناقات المرورية في بغداد لم تحل الأزمة جذرياً، وأن أولويات الحكومة اتسمت بالطابع الانتخابي أكثر من الاستراتيجي.
وتحدث الكرعاوي عن التفاوت الكبير بالرواتب بين الوزارات، ما يدفع الكفاءات إلى الهجرة نحو المؤسسات ذات المخصصات العالية. وبيّن أن لجنة حكومية درست عام 2020 تعديل سلم الرواتب لكنها فشلت بسبب اعتراض الوزارات الميسورة.
أما على الصعيد السياسي، فأكد أن كتلة “إشراقة كانون” توسعت من 7 إلى 9 نواب، وتستعد لخوض الانتخابات المقبلة بأكثر من 240 مرشحاً في 7 محافظات، مشدداً على أن الكتلة لا ترتبط بأي جهة دينية لكنها تتشرف بتبني توجيهات المرجعية.
وختم الكرعاوي بأن حكومة السوداني فشلت في الملف المالي، وعجزت عن تحقيق تنمية حقيقية أو إدارة رشيدة للإيرادات غير النفطية.
