بغداد —
أكد د. لقاء مكي، الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات، أن قرار الحرب ضد إيران «اتُخذ بالفعل» وأنه لا يقتصر على قرار إسرائيلي منفرد، بل يشارك فيه تحالف غربي يشمل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودولاً غربية أخرى.
وأوضح مكي أن ما قُدم في الأشهر الماضية من تأجيل دبلوماسي وعقوبات مؤقتة لم يغيّر المسار، مشيراً إلى أن الهدف من التصعيد هو دفع إيران إلى ردود فعل قوية تُشكّل ذريعة مفتوحة لشن عمليات عسكرية. وأضاف أن المشروع النووي سيُستخدم كذريعة، لكن الهدف الحقيقي هو تغيير النظام في طهران.
وتوقّع الباحث أن السيناريو المرجّح لا يتضمن غزواً برياً تقليدياً، بل موجة من القصف التدميري مع العمل على إثارة الفوضى داخلياً عبر تحركات منظمة، لافتاً إلى أن هذا المسار ستكون له تداعيات على أطراف إقليمية ودولية أخرى.
وبيّن مكي أن الحرب، إن اندلعت، فلن تستهدف إيران وحدها، بل ستضرب أيضاً مواقع نفوذ روسيا وتتقاطع مع مصالح الصين، مشيراً إلى أن الفوضى في إيران قد تُضعف موقف موسكو، خاصة في جنوب القوقاز، كما قد تمتد آثارها إلى باكستان وتركيا والعراق.
ورغم ضخامة أهداف المشروع — بحسب الباحث — إلا أن تحقيقها غير محسوم، ليس فقط لامتلاك إيران أدوات قوة، وإنما أيضاً لأن تدخل أطراف متعددة قد يجعل الصراع «خارج السيطرة» وقد يدفعه إلى أبعاد أوسع قد تصل إلى مواجهة عالمية.