الأربعاء , 15 أكتوبر 2025

هواجس الانقلاب تُربك الميليشيات مع اقتراب الانسحاب الأمريكي

تقرير صحفي من فريق الرصد – Emirates Policy Center

بغداد – مع اقتراب موعد الانسحاب الأمريكي من العراق وتحول طبيعة الوجود العسكري نحو شراكة أمنية دائمة، تتصاعد المخاوف داخل الميليشيات الموالية لإيران من أن تكون هي الخاسر الأكبر في التحولات القادمة إن لم تُحسم تفاصيل الترتيبات الأمنية والسياسية بشكل واضح.

المحاور الأساسية

  • شراكة أمنية غامضة
    لا تزال تفاصيل الشراكة الأمنية الدائمة بين العراق والولايات المتحدة غير واضحة: ماهية المهام، الجدول الزمني، وأين ومتى سيكون الانسحاب. الغموض يُغذي الشكوك بين الميليشيات حول مصير دورها بعد رحيل القوات الأمريكية.

  • مخاوف من تصعيد إقليمي
    يُرجّح أن إعادة الانتشار والانسحاب الأمريكي لا تأتي فقط نتيجة تقييم للوضع المحلي، بل أيضاً بسبب هواجس من تصعيد محتمل بين إسرائيل وإيران، ما قد ينعكس على الأجواء الأمنية في العراق.

  • التهديدات المتعددة
    التحديات لا تقتصر على الميليشيات فقط، بل تشمل:

    1. عودة نشاط داعش في المناطق التي قد يتركها الأمريكيون،

    2. الهجمات المحتملة على إقليم كردستان من قبل ميليشيات،

    3. الحاجة إلى تأمين القواعد الأمريكية السابقة أو الحالية مثل قاعدة عين الأسد، قاعدة التنف السورية، وقاعدة الحرير في كردستان.

  • غياب التصريح أو البيان الموحد
    رغم التحركات على الأرض لإعادة تموضع القوات الأمريكية، لم تصدر واشنطن أو بغداد بيانًا علنيًا موحّدًا يوضح ما إذا كانت “إنهاء مهمة التحالف الدولي لمحاربة داعش” يعني خروج القوات الأمريكية، أو مجرد تحول في مهامها.

  • تحفّظات داخلية واضطراب سياسي
    قوى داخل “الإطار التنسيقي” تطالب بتمديد الوجود الأمريكي خشية أن يؤدي الانسحاب إلى فراغ أمني يُستغَل ضد السنة أو يعزز النفوذ الإيراني.
    من جهة ثانية، حكومة كردستان تبدو مترددة في موقفها الرسمي من الانسحاب المخطط من قاعدة الحرير حتى سبتمبر 2026، ويدور تساؤل ما إذا كانت هناك مفاوضات منفصلة تسمح باستمرار الوجود الأمريكي هناك.

  • الميليشيات بين التهديد ورد الفعل
    الميليشيات ترى أن تحركات مثل تقليص الوجود الأمريكي قد تُستخدم مُقدمًا لضرب قدراتها أو تسليم الساحة لقوى سياسية منافسة، حتى انقلاب داخلي محتمل بدعم خارجي أو داخلي، خصوصًا مع تطلعات بعض الزعامات الدينية والسياسية لتحقيق نفوذ أكبر مستفيدَة من الضغوط الأمريكية المتصاعدة.

السيناريوهات المحتملة

  1. انسحاب تدريجي مع انتقال نحو شراكة أمنية واضحة، تترك بعض القوات الأمريكية داخل القواعد مع مهام استشارية أو دفاعية.

  2. انسحاب مفاجئ إذا فشلت المفاوضات أو تصاعدت الهجمات، ما قد يؤدي إلى فراغ أمني وتوتر كبير ميداني.

  3. مواجهة عسكرية مباشرة بين الولايات المتحدة والميليشيات في حال اعتبرت الأخيرة أنها مُحاصَرة أمنياً أو أن التهديدات تستهدفها شخصياً.

خلاصة

مع أن الانسحاب الأمريكي يبدو مسارًا شبه مؤكد، تبقى الطريقة والآثار هما محور التوتر. الميليشيات تتخوّف من أن يكون الانسحاب بمثابة بداية لإعادة تشكيل نفوذها، أو حتى تهميشها، خاصة إذا لم تُضمّنها الترتيبات الأمنية الجديدة. الولايات المتحدة، من جهتها، تبدو حريصة على تقليل وجودها المباشر مع الحفاظ على تأثير استراتيجي، بينما العراق – مركزياً وإقليمياً – يواجه اختبارًا لمعنى الشراكة وأمن السيادة.

شاهد أيضاً

انخفاض عدد المهاجرين العراقيين إلى سلوفينيا بنسبة 57٪ خلال عام واحد

النهرين نيوز –  أعلن مسؤول العلاقات العامة في الشرطة بوزارة الداخلية السلوفينية دراغو مينيغاليا، عن …