الإثنين , 13 أكتوبر 2025

هل سُمِّم بشار الأسد؟ أسرار الغموض والصفقات الخفية وراء طاغية في المنفى

تتصاعد الشائعات من جديد حول مصير الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، بعد أنباء تحدثت عن نجاته من محاولة تسميم في العاصمة الروسية موسكو، حيث يعيش منذ فراره من دمشق العام الماضي في ظل حراسة أمنية مشددة وغموض تام يحيط بمكانه.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة تايمز البريطانية، فإن الأسد لجأ إلى موسكو عقب سقوط نظامه، حيث كان ملجأه جاهزاً في منطقة الأعمال الراقية غرب العاصمة، المطلة على نهر موسكو. وقد اشترى عدد من أقاربه – بينهم أبناء عمومته – عقارات فاخرة هناك بين عامي 2013 و2019، بتكلفة تجاوزت 30 مليون جنيه إسترليني، بحسب بيانات منظمة غلوبال ويتنس لمكافحة الفساد.

ورغم مرور أكثر من عام على وجوده في روسيا، لا يزال مكان إقامة الأسد وزوجته أسماء وأبنائه الثلاثة سرياً. وتشير التقديرات إلى أنه يعيش وسط ناطحات السحاب محاطاً بفرقة خاصة من العملاء الروس.

هذا الأسبوع، تداولت تقارير من المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأسد نُقل إلى أحد المستشفيات في ضواحي موسكو بعد تعرضه للتسمم، قبل أن يغادره لاحقاً، فيما نقل المرصد عن مصادره أن “الجهة التي نفذت العملية أرادت إحراج الحكومة الروسية واتهامها بتصفيته”. لكن لا تأكيد رسمياً لهذه المزاعم، ما أبقى الغموض سيد الموقف حول وضعه الصحي.

الأسد، البالغ من العمر 60 عاماً، تنحدر عائلته من طبقة ثرية تُقدّر ممتلكاتها بنحو 1.5 مليار جنيه إسترليني، إلا أن نفوذه السياسي تلاشى منذ أن أطاح به مقاتلون معارضون أواخر العام الماضي، ليتولى الحكم الشرع، الذي يوصف بأنه براغماتي يسعى لتثبيت التوازن بين القوى الإقليمية.

وفي سياق التطورات، أوضح نيكيتا سماجين، الباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن القيادة السورية الجديدة حريصة على الحفاظ على علاقة مستقرة مع موسكو لتقييد النفوذ الإسرائيلي المتزايد في البلاد. وأضاف أن إعادة روسيا لدورياتها العسكرية في القامشلي وتراجعها عن قرار وقف طباعة الليرة السورية في أغسطس الماضي، يشيران إلى تحسن العلاقات بين البلدين.

كما توقع سماجين أن يؤدي تعزيز الوجود الروسي عبر أنظمة الدفاع الجوي مثل إس-400 إلى تقييد الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا، مضيفاً أن موسكو قد تساعد الحكومة الحالية في إصلاح المعدات العسكرية الروسية التي استولى عليها المسلحون خلال الحرب.

ومع ذلك، يرى مراقبون أن الأسد أصبح عبئاً على مرحلة ما بعد الحرب، وأن صمته في منفاه الروسي جزء من اتفاق غير معلن بين الكرملين والقيادة الجديدة في دمشق.

واختتم سماجين حديثه بالقول:

“الأسد بأمان في موسكو… لكن صمته هو الثمن”.

شاهد أيضاً

السامرائي يزور القائم ويؤكد دعم الشراكة الوطنية واستحقاقات المرحلة المقبلة

النهرين نيوز – القائم زار رئيس تحالف العزم المهندس مثنّى السّامرائي، برفقة وفد من قيادات …