بغداد – النهرين نيوز
تتفاقم أزمة المياه في العراق يوماً بعد آخر، بعد أن أقدمت تركيا على قطع جزء كبير من الإمدادات المائية المتدفقة عبر نهري دجلة والفرات، ما أدى إلى انخفاض حاد في مناسيب المياه، خصوصاً في المحافظات الجنوبية.
مرصد “العراق الأخضر” البيئي حذّر من أن البلاد تمرّ بأخطر موجات الجفاف منذ ثمانية عقود، مشيراً إلى أن تدفق المياه من تركيا تراجع إلى أقل من ثلث الكمية المتفق عليها، الأمر الذي فاقم أزمة الشح المائي وهدّد الزراعة والثروة الحيوانية بشكل مباشر.
وتعاني محافظات البصرة وذي قار وميسان من تراجع حاد في مناسيب الأنهار والجداول، وسط ارتفاع كبير في نسبة الملوحة في شط العرب، ما جعل المياه غير صالحة للاستخدام البشري والزراعي في بعض المناطق. كما تسببت الأزمة بتهجير مئات العوائل من القرى الجنوبية بسبب فقدان مصادر المعيشة وتدهور الأراضي الزراعية.
وأشار المرصد إلى أن ما يجري هو “حرب مياه” غير معلنة، تستهدف أمن العراق المائي والغذائي، مطالباً الحكومة باتخاذ مواقف حازمة في التفاوض مع أنقرة لضمان إطلاق الحصص المائية العادلة، مع ضرورة تطوير منظومة إدارة الموارد المائية داخلياً.
وحذر الخبراء من أن استمرار الأزمة من دون حلول عاجلة قد يؤدي إلى كارثة بيئية وإنسانية واسعة، داعين إلى تحرك وطني شامل لإعادة تأهيل السدود وشبكات الري، وتعزيز الوعي المجتمعي بترشيد استهلاك المياه.