أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، يوم الأربعاء (19 كانون الأول/ ديسمبر 2018)، في ختام زيارة للعراق استغرقت ثلاثة أيام أن بلاده ستوفر 450 ألف يورو حتى عام 2021 لإعادة بناء مسجد “الأغوات” التاريخي في مدينة الموصل.
ويقع مسجد “الأغوات”، الذي يعود إلى القرن الثامن عشر الميلادي، والمعروف أيضا باسم “مسجد أبو عبيدة الجراح”، بجوار جسر تاريخي يمر فوق نهر دجلة عند مدخل “بازار الموصل”، ويعد بقبته البيضاء الكبيرة واحدا من أكثر المساجد تميزا.
وقال ماس إن مشروع إعادة بناء المسجد، الذي سيتم بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، يرجع إلى “بدء مرحلة جديدة في العراق في أعقاب الحرب والصراع”، مشيرا إلى أن بلاده تسعى بذلك إلى الإسهام في التعايش السلمي للديانات والمؤسسات الدينية المختلفة في العراق.
وأضاف السياسي الاشتراكي أن “التراث الثقافي يخلق الهوية وهذا أمر مهم أيضا بالنسبة لتحقيق مصالحة دائمة”. وتعهد ماس خلال زيارته للعراق بتقديم مزيد من المساعدات للمساهمة فيإعادة الإعمار واستقرار البلاد. وبمساعدات تبلغ قيمتها 1,5 مليار يورو، تعتبر ألمانيا أكبر الدول المانحة للمساعدات في العراق بعد الولايات المتحدة.
وكان ماس زار مخيم “حسن شام” الواقع على مسافة 40 كيلومترا من الموصل، والذي يقيم به حاليا 3300 نازح عراقي من إجمالي 1,8مليون نازح داخلي لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم حتى عقب مرور عام على الانتصار العسكري على “داعش”.
كما زار ماس في ختام جولته “دير مار متى” السرياني الأرثوذكسي في الموصل وهو واحد من أقدم الأديرة المسيحية في العالم كما التقى ممثلين عن طوائف دينية مختلفة. ويبعد الدير أربعة كيلومترات عن الجبهة لكنه كان محميا من قبل مقاتلين أكراد ولم يتمكن تنظيم “داعش” من الاستيلاء عليه.
يذكر أن القوات المسلحة العراقية استعادت الموصل عام 2017 عقب سيطرة تنظيم “داعش” عليها لمدة ثلاثة أعوام، تعرضت المدينة خلالها للتدمير على نطاق واسع.