حوار نغم التميمي
رغم حداثة نشأته فقد تبوأ مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الانسانية مكانة عالمية ونال اشادات من كبار مسؤولي الامم المتحدة وشخصيات عالمية مهمة، كما عقد المركز ورش عمل وملتقيات ومنتديات عالمية
وكالة هنا العراق الاخبارية اجرت حوارا مع معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز سلمان للاغاثة والأعمال الانسانية الدكتور عبدالله بن عبد العزيز الربيعة
معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة
كيف جاء إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ؟
تنامت كمية المساعدات الإنسانية والتنموية والهبات الخيرية المقدمة من المملكة العربية السعودية للدول والمنظمات والجمعيات والشعوب حول العالم طيلة 65 عامًا، حتى حازت المملكة على أهمية استثنائية بين الدول المانحة على مستوى العالم، وذلك بعد أن تجاوز عدد الدول المستفيدة منها 80 بلدًا حول العالم، واستفادت منها مئات المنظمات الأممية والدولية والإنسانية والجهات الخيرية العاملة، وبحسب تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP – الصادر عام 2014م – فإن المساعدات الخارجية للمملكة -خلال 10 أعوام-قد تجاوزت النسبةَ العالمية المقرّرة من الأمم المتحدة بقرابة 3 أضعاف الدعم المطلوب؛ وحيث إن المساعدات السعودية كانت تقدَّم عادة عبر الحكومة السعودية أو جهات حكومية مانحة وأخرى وطنية وشعبية، لذا تقرر توحيد الجهود تحت مظلّة واحدة ذات أثر إنساني دولي بارز، فقد ارتأى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في 13 / مايو/ 2015 م، ليعكس ما تتميز به المملكة من سبق في الدعم والعطاء وخدمة البشرية، وليثبت تصدُّر المملكة العربية السعودية للمشهد الإنساني الدولي، من حيث قيمة المعونات وحجمها وسرعة استجابتها لرفع المعاناة عن المنكوبين حول العالم، وإغاثة الشعوب والدول والأفراد تماشيًا مع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، وتجسيدًا لنظرته – حفظه الله- بأن يكون المركز دوليًا و رائدًا في مجالي الإغاثة والأعمال الإنسانية، ورسالة سلامٍ واضحة إلى العالم مفادها أن هذا الوطن سيبقى حريصًا على رقي القيم الإنسانية و ازدهار البشرية، وانعكاسًا لشخصية خادم الحرمين الشريفين التي ارتبطت بالعمل الإنساني والخيري منذ بواكير شبابه حفظه الله.
…………………………………
ما المرتكزات التي ينطلق منها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في تنفيذ أعماله؟
من حيث المبدأ؛ فإن أعمال المركز تنطلق من قيم إنسانية عميقة وثوابت تؤمن بها المملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا، ومنها مساعدة المحتاجين الفعليين، وإغاثة المنكوبين في أي مكان من العالم، والمبادرة في تقديم العون في الظروف الإنسانية الصعبة بغضِّ النظر عن أعراق المحتاجين أو دياناتهم أو بلدانهم ومواقفهم، وسرعة الاستجابة لنداءات المساعدة عند الكوارث والنكبات، وبالتالي فقد اتخذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مسارًا إنسانيًا يسعى إلى تحقيق هدفه المنشود “نحو إنسانية بلا حدود” بالاستفادة من أفضل الكفاءات المحترفة في تنفيذ مهام ومتطلبات العمل الإغاثي والإنساني، وكذلك التعاون الوثيق مع المنظمات والجهات والشخصيات الموثوقة في العمل الإنساني والتنموي لضمان أعلى كفاءة وأسرع استجابة وأفضل مساعدة تحقق نتائج مُثلى على أرض الواقع.
………………………………………
كيف وصل المركز إلى هذه المكانة ؟
نعتقد أن هذه المكانة قد تحقَّقت بفضل سعي المركز الدؤوب إلى تنفيذ رؤية المملكة 2030 م، بأن يكون المركز عالميًا رائدًا في مجالات الإغاثة والعمل الإنساني، وما توليه قيادة المملكة من دعم غير محدود لأعمال المركز ومشاريعه وبرامجه العالمية، كما أنّ المركز يوسِّع من شراكاته مع المنظمات والجهات الأخرى لتحقيق نتائج مضاعفة، مع تطبيق المعاييـر الدولية المتبعة في جميع أعماله وبرامجه، مع توظيف أفضل التقنيات، و اتباع أحدث آليات العمل وأكثرها مرونة وكفاءة، مع استقطاب أفضل المتخصصين للعمل مع المركز والتطوير المستمر ورفع كفاءة العاملين في المركز، بالإضافة إلى التأكد من توافر معايير الجودة المعتمدة عالميًا في كل ما يُقدمه المركز من مساعدات، مع التأكد من توثيقها دوليًا، وبالتالي فإن المركز أصبح حاضرًا في العمل الإنساني بفضل جهوده وكثافة أعماله ومشاريعه حول العالم.
……………………………….
ما أهم الإنجازات التي حققها المركز بعد مرور ثلاثة أعوام ونصف على تأسيسه ؟
نفّذ المركز منذ تأسيسه وحتى نهاية شهر يوليو 2018م نحو 450 برنامجًا في مجالات الأمن الغذائي، الإيواء، الصحة، المياه والإصحاح البيئي، التغذية، التعليم، الحماية، التعافي المبكر والخدمات اللوجستية، في أكثر من 42 دولة موزعة على أربع قارات.
إضافة إلى تحقيق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إنجازات كبيرة شهدت بها المنظمات الإغاثية والإنسانية التابعة للأمم المتحدة وحكومات ومواطني الدول التي استفادت من المساعدات التي قدمها المركز، ومن ذلك البرامج التنفيذية الإنسانية والطبية والإغاثية التي قدمت لليمن الشقيق وما قدم للنازحين اليمنيين في جيبوتي والأشقاء السوريين النازحين في الداخل واللاجئين منهم في دول الجوار بالإضافة إلى المساعدات التي قدمت لجمهوريات طاجيكستان وموريتانيا وغيرها من الدول المنكوبة والمحتاجة.
…………………………………..
ما أبرز المعوقات التي تواجهها فرق مركز الملك سلمان للإغاثة عند أداء عملها في البلدان المنكوبة، وما سبل التعامل معها ؟
لا يخلو أي عمل إغاثي من تحديات ومعوقات تعترض أعماله الإنسانية على مستوى التمويل ، التخطيط، الدعم اللوجستي، أو مخاطر العمل الميداني، وخصوصًا في الدول المضطربة أو التي تعرضت للتو إلى كوارث طبيعية، ولكننا نجتهد ونسعى إلى تذليل تلك المعوقات دائمًا، ومن ذلك ما وجهه المركز في بعض الحملات الإغاثية إلى اليمن حيث تم نهب جزء من محتويات بعض قوافل المساعدات البرية، وما تعرضت له بعض الشاحنات من قذائف، ومن تلك ما رافقت عمليات إيصال المواد الإغاثية إلى بعض مدن اليمن وسوريا من مخاطر حقيقية بسبب حصار بعض المدن والمناطق واحتدام المواجهات العنيفة، وأحيانا تعقيدات الظروف المحيطة بالوضع الإنساني كما في الصومال، وطبيعة مواقع العمل الإغاثي كمدينة تعز اليمنية، أو كثافة أعداد المحتاجين كما في مخيمات لاجئي الروهينجا في بنغلاديش، وأحيانًا القوانين المتعلقة بتقديم المساعدات، كما في بعض الدول الأفريقية أو ميانمار وغيرها؛ ولكن مع تراكم الخبرة وتوثيق علاقات المركز مع شركاء موثوقين من مختلف العالم فقد تصاعد منحنى الإنجازات الناجحة بشكل مستمر ولله الحمد.
……………………………………
ما خطط المركز المستقبلية خاصة مع إطلاق رؤية المملكة 2030 كتفعيل العمل التطوعي؟
ترسم رؤية المملكة العربية السعودية 2030 خريطة طريق تنموية شاملة لجميع مناحي الحياة، ومنها تطوير الفرد والمجتمع ومؤسسات المجتمع المدني، وما تطرقت إليه من السعي لتنمية العمل الخيري الإغاثي والإنساني ورفع درجات الوعي والمشاركة في هذه المجالات، حيث تسعى الرؤية إلى رفع أعداد المتطوعين إلى مليون متطوع مقابل 11 ألف متطوع حاليًا، وهذا دليل على النظرة الثاقبة بأهميته في شتى النواحي خصوصًا الجانب الإغاثي والإنساني؛ وباعتبار مركز الملك سلمان للإغاثة يد الخير السعودية، فإن هناك جزءًا كبيرًا من أعماله ترتكز على العمل التطوعي، لذا فقد أنشأ المركز قسمًا خاصًا لتطوير العمل التطوعي ، وقد بدأت أنشطته تحقق مشاركات تطوعية مرتفعة، وسيكرس المركز مزيدًا من جهوده لبناء جيل سعودي متمكّن في مجال التطوع الإنساني ومهاراته ومشاركاته وصولاً إلى احترافية الشباب السعودي ذكورًا وإناثًا بحيث يمكنهم إسناد وممارسة العمل الإنساني في مختلف البيئات والظروف والأوقات.
………………………………….
هل يمكنكم استشراف الدور المستقبلي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ؟
لقد أنشئَ مركز الملك سلمان للإغاثة لأهداف محددة وواضحة، ووضعت لتلك الأهداف أشمل الخطط المعزّزة بأفضل الآليات التي تدعم الوصول إليها وتحقيقها، ونحن نؤمن أن أمامنا تحديات جسيمة، وأننا نمثِّل المملكة العربية السعودية – حكومة وشعبًا – في العمل الإغاثي والإنساني، و نحوز على دعم وثقة حكومة المملكة وقيادتها ،وهذا يجعلنا نستشعر عِظَم المسؤولية والدور المنوط بنا، ومدى حاجة الإنسانية إلى ما نقوم به، وأن هناك ملايين المحتاجين حول العالم والذين يعتمدون على ما نقدّمه لهم بعون الله،