الجمعة , 22 نوفمبر 2024

المناخ في الجنة … هادي جلو مرعي

 

هادي جلو مرعي

الشتاء يصيبني بالكآبة المرة، فأكره جميع حشرات الله بمافيهم البشر خاصة الذين يتم تبجيلهم بوصفهم كائنات مقدسة يصعب إقتحام عوالمها مثل وزير، أو برلماني ( مصدق حالو). في الصيف أكره الحر لأنه قاس للغاية وكريه ولكنه لايصيبني بالكآبة، وفقط أتعصب قليلا، لكن الفارق إن السماء في الصيف تبتعد، والأفق ينفتح ويتسع، لكن تلك السماء تكاد تنزل على الأرض في الشتاء، والأفق ينقبض وينحسر، ويتقلص مثل أمعاء خاوية.

المناخ مثل أي مخلوق آخر صنعه الله لإختبار الكائنات، ووضعها في مواجهة الحياة الصعبة الكريهة.فكل شيء نواجهه في هذه الدنيا القذرة نتاج حكمة بالغة، الله يريد أن يفهمنا أن الدنيا فانية وحقيرة وتافهة، ويجب أن لانتمسك بها، حتى إننا لانرقى الى مستوى الفطائس والكلاب الميتة التي تترك في العراء لأنها تتفسخ وتنتهي، بينما جيفنا البشرية تحتاج الى الستر والتكريم المصطنع،  فينادي المنادي على جثة الفان:إكرام الميت دفنه.والحقيقة إنها محاولة لطمس الحقيقة، فالميت يتحول الى جيفة نتنة يصعب تحمل منظرها ورائحتها النتنة، ويسرع الناس الى موارتها الثرى للتخلص منها.

المناخ في كل بلد لايتغير في غضون سنوات، ولاعقود ولاقرون، وربما إحتاج الى آلاف من السنين.فالديناصورات كانت تعيش في القارة القطبية الجنوبية التي كانت قبل ملايين من السنين ربوعا خضراء، وكانت الجزيرة العربية بحرا متلاطما إنحسر فيما بعد..المناخ هو حالة إبتلاء نعيشها فنبرد، ونتضجر من الحر، ويأكل الصقيع أطراف أصابعنا، وقد يموت الآلاف منا بفعل موجات برد وتساقط للثلوج، وهناك من يقتله تسونامي، أو تداهمه السيول والبراكين والأعاصير.. وهنا يظهر أثر المناخ مع الطبيعة، ونتحدث عن الطقس الذي يتقلب، ويتحول الى وحش.

من المؤكد أن الجنة أمر مختلف؛ ففيها مناخ ثابت مستقر لايتغير ولايتبدل، ويبقى على حال واحد رائع وجميل يتخلله الأنس، وتطيب به النفس…يارب أرزقنا الجنة..خاصة الذين عشنا في جهنم بلاد العرب..

شاهد أيضاً

السامرائي يلتقي البرزاني ويبحثان الأوضاع السياسية والأمنية

      إلتقى رئيس تحالف العزم المهندس مثنى السامرائي في مصيف صلاح الدين بأربيل …