هادي جلو مرعي
لطيف كلام البصريين حين ينطقون إسم مدينتهم: البصرا بتفخيم الحرف الأخير فينطقونها ألفا صاعدة الى عنان السماء.
في زيارته الأخيرة وغير المجدية الى المحافظة المنكوبة تجاهل رئيس الوزراء اللقاء بمسؤولين كبارا في الحكومة المحلية، ومنهم المحافظ أسعد العيداني، وبدا عبد المهدي كأنه غير مهتم على الإطلاق بلقاء أي منهم، وكأنهم لاجود لهم.
سألت عارفا بشؤون البصرة ومشاكلها والتنوع السياسي والحزبي فيها عن السبب في تجاهل عبد المهدي للمسؤولين في حكومة المحافظة فأجاب: الذي أظنه يا سيدي إن السيد رئيس الوزراء لم يضع آملا بحكومة البصرة المحلية، وأخص مجلسها لأنه لم يقدم شيئا للمحافظة والدليل هيجان الناس وإضطراب الأوضاع..بل إن حكومتها المحليه بشقيها، وحتى الدوائر الخدمية لم يجتمع بها والسبب أنها لم تقدم أي خدمة للمواطن البصري، ولهذا تجاهلها وكأنه يوجه عقوبة ما للمجلس وللمحافظ ذاته الذي يعيش أزمة بين وجوده كمحافظ وكعضو في البرلمان، وهذا يعني إن عبد المهدي قد زالت ثقته بحكومة البصرة المحلية بكل مافيها من أعضاء ومسؤولين ومحافظ، كما إنه تجنب اللقاء لكي لايلزم نفسه بوعود قد يدفعونه إليها ليضعوا الكرة في ملعبه، وقيل إن السيد عبد المهدي زار شركة إيني الإيطالية لأنها تتعرض الى ضغوط، وأما بقية الزيارة فإطار لذلك، وبحسب معلومات فإن عبدالمهدي يتلقى تقارير ترفع له من البصرة من فريق عمل خاص به لذا يعرف حقيقة ما يدور، وقد تصرف وفقا لتلك المعلومات، والله أعلم.
علي أية حال فإن إنشغال مسؤولي الخدمات من محافظين وأعضاء حكومات محلية بالسياسة والتنافس يقلص قدرتهم على أداء واجباتهم الوظيفية، فيقصرون في عملهم، ولابد أن يتحملوا مسؤولية ذلك.وثقافة العراقي هي إنه يفكر في تحقيق المنافع على خدمة الناس، وبناء الوطن الذي يتآكل قبالة عيون أبنائه الذين إفترسوه.