الكاريكاتير بقلم : سعاد حسن الجوهري
لا يختلف اثنان على ان استنهاض الهمم لدى الشعوب المظلومة لاستحصال حقوقها المضيعة امر في غاية الشرف والاهميه. ولا يختلفان ايضا في ان اتباع اي نهج من اجل تنبيه الشعوب هو الاخر امر مشروع ومباح. الفن لا سيما فن الكاريكاتير واحد من تلك السبل التي تستخدم الصمت وسيلة للنقد والتحذير والدعوه للمطالبة بكل حق مسلوب. و تتميز رسومات الكاريكاتير بمميزات عالية تجعلها من الأساليب الإعلامية المحركة والقادرة على إيصال الرسالة الإعلامية إلى الجمهور بكل سهولة ويسر، وذلك لما يتمتع به هذا الفن من وضوح، ومباشرة، وبساطة ودقة الفكرة التي يحملها. إلا ان العديد من الرسامين الغربيين أساءوا استخدام هذا الفن، خصوصاً في مجال التعامل مع الأحداث العالمية وأخبار الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي، حيث استغلوا ما لهذا الفن من مميزات تتناسب مع احتياجات ونمط حياة المواطن الغربي، هذا المواطن الذي لايملك الكثير من الوقت ليتفحص ويدقق في الأخبار،أو يبحث عن الجذور الحقيقية لهذا الصراع، حيث اعتاد هذا المتلقي للرسالة الاعلامية على الحصول على وجبته الإخبارية الخاصة بأحداث العالم في دقائق قليلة جداً، ومن هنا تبرز أهمية وخطورة فن رسوم الكاريكاتير ، إذ عادة ما يكتفي الكثيرون من المتلقين للرسالة الإعلامية بمشاهدة رسم الكاريكاتير وبعض الأخبار الخفيفة، وبذلك تنحصروتتحدد الرسالة الإعلامية في ما يحتويه هذا الفن من إشارات وايماءات وتلميحات مبسطه قادرة على تشكيل وعي مسبق وصورة أولية عن قضية ما في هذا العالم. والمتتبع لسيرة كبار رواد هذا الفن يستذكر الرسام الفلسطيني الكبير ناجي العلي الذي اغتالته المخابرات الاسرائيلية كونه استخدم الكاريكاتير وسيلة لفضح مخطط مصادرة ارض ابائه. وعلى هذا النهج سار عشرات الرسامين ليدفعوا ضريبة الكلمة الحره…
ولا يمكن نكران دور رسامو اليوم كحمودي عذاب ورابطته الفعاله من اجل الارتقاء بواقع هذا الفن النبيل.