هنا العراق الإخبارية
للعام الثالث على التوالي يشهد قطاع المطابع في العراق خسائر قاسية قدّرت بعشرات الملايين من الدولارات، بسبب إغلاق عدد كبير من المطابع وتسريح المئات من العاملين فيها والامر لايعود الى نقص الأحبار أو عدم وجود المطابع وتهالكها وإنما بسبب توجه المسؤولين العراقيين الى ايران لطباعة مناهج الدراسة للمراحل الدراسية المختلفة على سبيل اعانة الجار في محنته حتى وان كان ذلك على حساب اهل الدار ، عضو اتحاد المطابع في بغداد حسين الحلي اكد إغلاق خمس مطابع جديدة خلال الشهرين الماضيين في بغداد والأنبار والنجف ، مبينا ان الفساد المالي والإداري يدفع مسؤولين عراقيين للتعاقد مع إيران لطباعة كتب المدارس والجامعات في المطابع الايرانية بدلاً من طباعتها في العراق، رغم أنها في العراق أقل كلفة وأكثر جودة فعلى سبيل المثال بحسب الحلي ان كتاب مادة الفيزياء لمرحلة الرابع الإعدادي المكوّن من 90 صفحة، تبلغ كلفة طباعته في العراق ستة دولارات، في مقابل تسعة دولارات في إيران وبجودة سيئة وتأخير كبير ورغم ذلك فالمسؤولين والوزارات يتوجهون نحو إيران، لطبع حتى الروزنامة
ابرز أسباب توجه المسؤولين العراقيين نحو طهران لطباعة المناهج الدراسية بالاضافة الى الولاءات السياسية والطائفية تعد الصفقات المشبوهة والرحلات وتذاكر السفر والعمولات العديدة ، وجميع هذه الامتيازات لن تتوفر في حال تمت الطباعة داخل العراق ، مما ادى الى اتساع صفقات طبع الكتب خارج العراق بعقود هائلة، ما دفع شريحة كبيرة من عمال وأصحاب مطابع إلى قائمة البطالة الهائلة في العراق
وسط صمت حكومي غير مسبوق سيما فيما يتعلق بتسليم مفاصل الدولة العراقية بجميع تفاصيلها على طبق من ذهب الى ايران وكانت أزقة شارع المتنبي تضجّ بأصوات المطابع وتزدحم الطرقات بالعاملين فيها، لتتحول اليوم إلى أماكن مهجورة.