هنا العراق الإخبارية
تشكل بطولة الألعاب العالمية للإعاقة الحركية والبتر – الشارقة 2019، التي تحتضنها إمارة الشارقة حتى 16 فبراير الجاري، منصة دولية، لـ 50 دولة عربية وعالمية، يمثلها 555 لاعباً ولاعبة،متسلحين بالعزيمة والإرادة للتنافس في 7 ألعاب أولمبي، كونها محطة تمهد الطريق نحو تتبع مسيرة العديد من اللاعبين واللاعبات، الذين يمثلون بلدانهم، وتفسح لهم مساحة من الوقت ليشاطروا تجاربهم الملهمة، من خلال رواية حكاياتهم مع الإعاقة التي لم تتمكن من هزم إرادتهم، وإصرارهم على تحقيق طموحاتهم، وتشريف أوطانهم.
خطأ غيّر حياة
يروي رحيم فالح مدرب المنتخب العراقي في رياضة المبارزة على الكراسي المتحركة، حكاية أحد اللاعبين الذي تسبب خطأ طبي في إعاقة دائمة له، وكيف تحول إلى بطل وطني وعالمي، ألهمت قصته الكثير من الشباب والشابات، ممن يعانون من إعاقة حركية، ودفعتهم للعودة إلى صفوف المجتمع كأفراد فاعلين قادرين على إحداث التغيير، من خلال تحقيق طموحاتهم التي رفدتهم بها قصص وحكايات ملهمة من لاعبين يشاركونهم ذات الإعاقة.
ويقول فالح:” الخطأ الطبي الذي سبّب للاعب العراقي زين العابدين المذخوري بإعاقة مستدامة، لم يوقف طموحاته كإنسان مؤثر وفاعل في مجتمعه، بل منحه قوة إرادة كبيرة، حيث واصل تعليمه المدرسي والجامعي، وحصل على بكالوريوس في الإدارة والاقتصاد، ومارس عشقه وموهبته لرياضة المبارزة على الكراسي“.
ويسرد المدرب فصول حكاية اللاعب الذي حقق الميدالية البرونزية في “عالمية الإعاقة الحركية والبتر”، 2019 بعد تغلبه على اللاعب الروسي “ماكسيم شابروف” في ختام ثاني أيام منافسات المبارزة، حيث جاءت أولى انطلاقاته من نادي عراقي محلي، انتقل بعدهاللعب في صفوف المنتخب العراقي، محققاً منذ وصوله إلى المنتخب العديد من الإنجازات الرياضية، حيث حصد في العام 2014 الميدالية الذهبية للشباب في بطولة بولندا للمبارزة، وواصل حصد البطولات حتى تسيد قائمة الشباب في رياضته لأربع سنوات متتالية.
مسيرة بطل
ويستعرض المدرب العراقي حكاية أخرى للاعب المنتخب العراقي عمار هادي، الذي حقق إنجازات عالمية لافتة على صعيد هذه الرياضة جعلت منه بطلاً وطنياً، ويقول فالح “إن اللاعب لم يكن يعاني من أي إعاقة حركية حتى العام 2009، العام الذي تغيرت فيها حياته وانقلبت رأساً على عقب، حيث أدى انفجار سيارة كانت مركونة في طريق ذهابه للعمل، إلى إصابته بإعاقة دائمة، أجبرته على البقاء في المستشفى لما يزيد عن عام”.
وهنا يؤكد المدرب العراقي على الدور الريادي الذي تؤديه المؤسسات الرسمية، والمنظمات المجتمعية، حيث تبحث النوادي الرياضية الخاصة بذوي الإعاقة عن هذه الفئة من الشباب والشابات، لإخراجهم من البيئة الانطوائية، أو حالات الاكتئاب التي تلازم أصحابها، لا سيما أولئك الذين ولدوا وعاشوا أصحاء قبل إصابتهم بالإعاقة، مستشهداً بالتجربة المتطورة لإمارة الشارقة في هذا المجال.
ويواصل فالح رواية مسيرة البطل العراقي الذي تحدّثت إليه العديد من الأندية، لضمه إلى إحدى الرياضات الخاصة بالمعاقين، حيث وقع اختياره على رياضة المبارزة، لتنطلق مسيرته الاحترافية، التي حقق في أولى سنواتها الوسام الذهبي خلال مشاركته في بطولة آسيا عام 2010.
ويؤكد المدرب أن اللاعب تميز بإرادة صلبة، مكنته من مواصلة مسيرته الرياضية التي تكللت بالعديد من النجاحات والإنجازات، حيث كرمته إمارة الشارقة عام 2015، كأفضل لاعب في بطولة المبارزة على الكراسي، التي نظمتها الإمارة، ثم تتابعت إنجازاته بتحقيق الميدالية الفضية عبر مشاركته في أولمبياد البرازيل 2016، كما تم اختياره في العام 2017 كأفضل لاعب في العالم لرياضة المبارزة.
ويلفت فالح إلى أن مشاركة اللاعب للمرة الثانية في بطولات تنظمها أو تستضيفها إمارة الشارقة، مثل عالمية الإعاقة الحركية والبتر 2019، تمثل إضافة للاعب عمار هادي الذي تربطه بهذه الإمارة الباسمة ذكريات جميلة، لا سيما أنها إمارة ريادية في رعاية ودعم أصحاب الإعاقة في مختلف المجالات.
ويختتم المدرب العراقي رواية أبطاله، بالتأكيد على أن المنتخب العراقي يسعى لتحقيق العديد من الإنجازات في هذه البطولة، نظراً لامتلاكه هذه الفئة من اللاعبين الذين يتسلحون بالإصرار والإرادة، لافتاً إلى أن مسيرة اللاعبين، وكثرة التحديات التي تغلبوا عليها، جعلت منهم نماذج حية ترسّخ لثقافة الطموح، والإرادة وعدم الاستسلام للصعوبات، والمضي بثقة نحو تحقيق المعجزات، عندما تتوفر الإمكانات اللازمة.
وتزخر بطولة الألعاب العالمية للإعاقة الحركية والبتر – الشارقة 2019، الحدث الرياضي الأكبر من نوعه على مستوى العالم، والذي تستضيفه الإمارة برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، خلال الفترة من 10 وحتى 16 فبراير المقبل، بمشاركة 1462 عضواً، بالعديد من الحكايات الملهمة للاعبين تواجهوا العديد من العقبات، وتخطوا الكثير من التحديات، التي تأتي في مقدمتها الإعاقة الحركية، ليسطروا حكايات كانوا فيها الأبطال الملهمين ليس لفئة أصحاب الإعاقة فحسب، بل لأفراد المجتمع كافة.