الجمعة , 22 نوفمبر 2024

چلوب بالمقلوب..

تحياتنا الخالصة ..

 

التقيت چلوب ببدلته التركية في مطار بغداد الدولي من ضمن بعض المدعوين لورشة اعمار العراق في عمان بعد دخول الامريكان العراق ببضع سنين..
عندما وصلنا فندق ماريوت في عمان وعند طاولة الاستعلامات ، طلب چلوب مني ان املىء استمارته لانه اول مرة يسافر خارج العراق .سكن بجواري بناء” على طلبه لاني الوحيد الذي يبدو تفاعل مع طلباته، وفي اليوم الاول تكررت الحالة ،حيث طلب ان اسجل اسمه و رقم موبايله و اخترت احد ايميلاتي ليكون بريده الالكتروني لكونه لا يعرفه اصلا” .سالت چلوب وهو اسم جده كما مكتوب في الجواز ،ماذا يعمل ؟ قال : اشراف . قلت : على اي مشاريع ؟ ، قال لي بخجل : على الجناسي(هويات الاحوال المدنية ) لاصحاب الاجور اليومية من المنظفين .قلت : ولكن مكتوب في امر ايفادك انك ( خبير بلدي)!!، قال : ان اخوه في احد الفصائل المؤثرة في الدائرة، وقرر ان يبعثني ايفاد على نفقة الدولة ،لانهم استفادوا مني من جلبي هويات اقاربي وهويات مزورة وهويات لمتوفين .قلت له بعد ان تعرض لاحراج حين تم توزيع مقترحات المشاريع بالجدول الزمني وكان اسمه على تحسين اداء الدوائر البلدية: ماذا ستفعل ؟؟!!! .طلب چلوب ان يكون معي ليتلافى الاحراج ، ولكوني سبق وان عملت استشاريا في امانة بغداد و الاسكان والاعمار والبلديات والحكم المحلي والموارد المائية ،فعلاقتي بالموجدين كانت طيبة ، وطلبت ان احل محل چلوب في مقترح تدوير المياه الرمادية في الابنية الحكومية والعامة بمعالجات بايولوجية بسيطة بالاضافة الى مقترح انتاج الكهرباء من الفضلات البلدية ومن غازات الطمر الصحي .بالرغم اني لم اكن راضيا عن نفسي لتغطية خلل اشتراك چلوب المراقب البلدي في حي شعبي في الرصافة ، الا ان حديثه حول ان حياته تغيرت في هذه السفرة التي كان يحلم بها لان صدام كان يفرض٤٠٠ الف دينار كرسم للسفر وهو بأئع خضروات بسيط ، وان معرفته بي و نشاطي قد اثر فيه ليعيد عمله البسيط بشكل نزيه و امين..الطريف ان چلوب ذو التعليم الابتدائي لا يعرف الانكليزية وكان يتصنع انه يقرأ ، وعندما اقتربت منه وجدته يمسك الورقة الذي فيها اسماء المشاريع بالانكليزية بالمقلوب..
تذكرت صاحبنا چلوب وانا استذكر الشايزوفيرنيا العراقية التي ذكرني بها د.هاشم الهاشمي.
كان طبيب العيون المعروف د. فائق شاكر ،قد تقلد عدة مناصب حكومية بعيدة كل البعد عن اختصاصه في “العهد الملكي” ، كتب مرة يقول ” :
كنت في زيارة عمل الى احدى الدول الأوربية عندما أرسلت لي وزارة الصحة برقية تطلب فيها مني حضور مؤتمر طبي هناك ممثلاً عنها اذ ليس من السهل أرسال طبيب آخر، والمؤتمر على وشك الأنعقاد ،وفي اليوم المحدد حضرت الى المؤتمر، لكنني فوجئت ان المؤتمر عبارة عن ورشة عمل حول الامراض العقلية ومرض الشيزوفرينيا بالذات ، لم يكن امامي الا ان اجلس في المكان المخصص لممثل العراق .
وبعد قليل جاءت طبيبة سويسرية وجلست الى جانبي، وبعد التعارف سألتني عن بحوثي في مجال الامراض العقلية ، فاجبتها :في الحقيقة أنا طبيب عيون وقد تم تكليفي بالحضور بشكل مفاجئ ، ولا علاقة لي بالامراض العقلية والشيزوفرينيا ، فنظرت الي الطبيبة باستغراب وتعجب وغيرت من لهجتها متسائلة : وفي اية مؤسسة صحية تعمل الآن في العراق ؟ فأجبتها :أنا لا اعمل في أية مؤسسة صحية، أنا الآن مدير عام دائرة السكك الحديد في العراق ..!
فعادت وسألتني : اين كنت قبلها تعمل؟ ،فأجبت: كنت امينا” للعاصمة بغداد ، اي ما يشبه العمدة عندكم..!
ابتسمت الطبيبة ونهضت من مكانها بهدوء وذهبت الى بعض المشرفين على الورشة ،فجاءني مقرر الورشة متسائلاً :
عذراً هل انت د.فائق ممثل العراق ؟
فأجبت: نعم ، هل هناك مشكلة؟، قال المقرر: كلا ولكن يبدو ان هناك سوء فهم ،فسألته : حول ماذا ؟
فأجاب: ان الطبيبة السويسرية التي كانت جالسة الى جوارك تصورتك احد المرضى المصابين بالشيزوفرينيا الذين أتينا بهم الى هنا للدراسة وقد احتل المقعد المخصص للعراق!!!
عندنا عشرات چلوب ، فسياسي عمل وزيرا” للاسكان و المالية والداخلية ووو، و تستمر الشايزوفرينيا عند كل القيادات ، والادهى هي عندما يكون معظمهم بلا شهادات او شهادات وهمية او مزورة ..
لك ولنا الله يا عراق..
يا بلد ضاع بين اللصوص والسراق..
أ.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي

 

شاهد أيضاً

السامرائي يلتقي البرزاني ويبحثان الأوضاع السياسية والأمنية

      إلتقى رئيس تحالف العزم المهندس مثنى السامرائي في مصيف صلاح الدين بأربيل …