هادي جلو مرعي
تبدا المعركة بالخطوة الأولى، شيطنة الخصم، وحشد العالم ضده، ثم الإنقضاض عليه، وتهتم القوى الفاعلة المتحكمة بالتنظير الأولي لتحويل دفة الصراع في الإتجاه الملائم، وبدعم قوى إعلامية وإقتصادية ناعمة بإستقطاب شامل تتهيأ من خلاله للمنازلة، وواضح تماما إن هناك معسكرين أساسيين، وهنا أرجو تجنب الحديث عن موضوع المؤامرة، فالحياة بصفتها معتركا بشريا هي نوع من المؤامرة المستمرة، وكنت أود وضع عنوان لهذه المقالة تجنبته لتجنب الإطالة وإضافة الإخوان المسلمين بوصفهم جزءا من المعسكر المضاد للمعسكر الذي تقوده أمريكا التي تريد حلحلة القضية الفلسطينية وفق النظرة التوراتية، وتدمير كل من يعلن موقفا معاديا لإسرائيل حتى لو كان موقفا تمثيليا كما يصفه البعض، لكن نتائجه على الأرض حقيقية وواضحة، فالمعسكر الأمريكي سيضم دولا مهمة على مستوى العالم، بعضها راغب، وبعضها منساق كرها، أو حفاظا على مصلحة. فهناك إسرائيل ومعها دول عربية، ولاتبتعد دول كفرنسا وبريطانيا وإسبانيا ودول في القارة اللاتينية عن هذا المعسكر.
المعسكر المناويء يضم روسيا وإيران، ومعها منظمات شيعية، والإخوان المسلمين، والحركات التي تهدد أمن إسرائيل، ويضاف لها تركيا الأوردوغانية، مع جملة التناقضات التي تطبع سياسات وعقائد هذا المعسكر التي تشابه نوعا ما تناقضات المعسكر الأمريكي.
القرار متخذ بتقليم أظفار الأتراك حتى يغيروا المسار، ويبتعدوا عن الروس والإيرانيين والإخوان الذين يشاكسون حلفاء أمريكا، وتطويق إيران حتى يتم تركيعها مع تدمير البنية التحتية للقوى والمنظمات الإسلامية الموصومة بالراديكالية مع التأكيد على أن المعني ليس المجموعات البشرية، بل المنظمات والحكومات، مع مايتبع ذلك من خسائر وتضحيات تترتب على تلك المواجهة تدفعها الشعوب ذاتها.
هل لدى إيران النية في تغيير المسار، ومهادنة واشنطن، والتقارب مع العرب، وهل سيصمد الإخوان، وهل سيكون أوردوغان على الموعد دائما في التصعيد، وهل ستنهار منظومة المقاومة والمجموعات الدينية المناوئة لإسرائيل، وحتى بعض اليسار والقوميين، وهل تبقى روسيا في إطار دعم المتمردين على أمريكا، وإذا ماحدثت المواجهة فمن سينتصر؟
المواجهة محتدمة وهناك منتصر ولو مرحليا…