الجمعة , 22 نوفمبر 2024

ترامب يهدد مصير إعلامي عراقي

هادي جلو مرعي

لعله لايحدث كثيرا أن يهتم رئيس أمريكي ببرنامج يقدمه إعلامي عراقي، وبث من قناة فضائية عراقية، ويعيد نشر مقطع فديو لتصريح أحد ضيوف ذلك البرنامج، ولم يكن الضيف (لاأسامة بن لادن، ولا ايمن الضواهري، ولا أبو محمد المقدسي، ولا الجولاني، ولاأبو بكر البغدادي) ولا اي من قادة الحركات الجهادية التي تطلق من حين لآخر تهديدات عنيفة ضد واشنطن، وتتوعد بضرب المصالح الأمريكية في كل مكان من العالم يطاله الجهاديون ليصيبوا أهدافهم التي يختارونها ليوصلوا رسالة، أو ليوجعوا العدو الصليبي، أو أي عدو من أي دين، أو طائفة يرون أنه يصلح أن يكون هدفا لهم.
الرئيس دونالد ترامب إختار برنامجا يبث في شهر رمضان يقدمه إعلامي عراقي تعرض للإغتيال قبل سنوات، ونجا بأعجوبة، هو (عماد العصاد) يدرس العلوم السياسية، وعمل في قنوات فضائية عراقية لم تكن على وفاق مع الوجود الأمريكي في هذا البلد، والضيف شخصية شيعية راديكالية هو السيد أحمد البغدادي الذي يرتدي الزي الديني المعروف في الأوساط الدينية الشيعية، ويضع على رأسه عمامة سوداء، وربما لم نكن منتبهين لماقاله السيد البغدادي، وصدم به مشاهدو البرنامج ومقدمه عماد العصاد لولا أن قام الرئيس ترامب بإعادة نشر فديو يستل جزءا من كلام الضيف، فقد تحدث عن تدمير كنائس المسيحيين، وطلب الجزية منهم، أو دخول الإسلام، أو الحرب!!
ترامب ليس غبيا، وهو يعرف كيف يوظف ادواته السياسية والإعلامية، وإعتمد على بعض إلتقاطاته لينشر الفديو في فترة تبدو معركة أمريكا مع إيران قريبة، وهي بحاجة الى المزيد من التحشيد، وهنا يركز على شخصية شيعية تتحدث بطريقة داعش وتطرح الفقه الشيعي كما هو الفقه السني، متجاهلا خطابا إنسانيا ضروريا تحتاجه البشرية. فالحديث عن الجزية، أو الحرب مغامرة غير محسوبة العواقب في وقت يحتاج الأمريكيون فيه الى بعض الحجج ليتنصلوا من إلتزاماتهم، ويتحركوا وفقا لمصالحهم الحيوية، ويوجهوا ضربتهم الى إيران والقوى الشيعية في المنطقة.
الرئيس الأمريكي يتحرك بطريقة مستفزة، وهو غير مبال بمن حوله، ولابأعدائه، ويريد تحقيق أهداف محددة بوسائل محددة من بينها الحرب، وإذن فعماد العصاد إرتبط إسمه بمقطع إختاره ترامب ليصم المسلمين والعرب من خلاله بالإرهاب، وأن لافرق بينهم.

شاهد أيضاً

السامرائي يلتقي البرزاني ويبحثان الأوضاع السياسية والأمنية

      إلتقى رئيس تحالف العزم المهندس مثنى السامرائي في مصيف صلاح الدين بأربيل …