هادي جلو مرعي
إنها ليست مجرد دعابة، فالصراع على العالم، ومصادر الطاقة والثروة فيه قد يتطلب القيام بمعركة كسر عظام. سأضرب مثلا بدولتين هما أوكرانيا والعراق، ويجب أن لانستهين بمعركة أوكرانيا فبعد سيطرة روسيا على القرم وإعلانها جمهورية تابعة لروسيا، ثم دعم الموالين لموسكو شرق البلاد، تحركت الولايات المتحدة وأوربا مجتمعة لتمكين الأوكران ليستعيدوا المبادرة من خلال التأسيس لحكم قومي في كييف، وطرد الروس، والقصة ماتزال تروى، وفيها من الإثارة المزيد، حيث تواجه روسيا عقوبات إقتصادية، وتعلن أوكرانيا إحتجاز سفينة روسية في البحر الأسود.
في العراق، فإن هذا البلد مطلوب أمريكيا، ومعشوق إيرانيا، ومحبوب عربيا، ومسلوب الإرادة وطنيا، ومعروف عالميا بوصفه بلد الحضارة والنضارة والإثارة، ولأنه يحفل في الغالب بحكام آخر همهم الذكاء كان ومايزال عرضة للحروب والمشاكل والقلاقل والأطماع، وهو بعظمته كالأسد الذي يصيبه بعض التعب، فتتناوشه الضباع والذئاب، ثم يستفيق فينهرها بزئيره المدوي في البرية معلنا ثورته وعنفوانه، ولكنه اليوم جزء من معادلة صراع رهيبة، والمطلوب أن يقسم بقرار توراتي، وأن يكون جزءا من المد الشيعي بقرار إيراني، وأن يعود قوميا بمطالب من دول عربية كارهة للنموذج الإيراني.
أمريكا لم تعد تتحمل الإستفاقة الروسية، ولا المنافسة الصينية، ولا المشاكسات الإيرانية التي تهدد مصالحها الحيوية في المنطقة، والمزعجة لحلفائها، والمثيرة لقلق إسرائيل. لاداع لشرح تفاصيل ماتفعله إيران الشيعية في منطقة الشرق الأوسط، ولكنها طريقة أوجبت تحالفا عربيا أمريكيا إسرائيليا، وعجلت في التطبيع بين تل أبيب وعواصم القرار الخليجي. ومن اهم ركائز إيران هي العراق الذي ترى واشنطن والحلفاء إنه لابد أن يخرج من معادلة الصراع، أو يعود جزءا من المحور العربي، عدا عن قرار أمريكي معترف به روسيا إن بغداد من حصة الولايات المتحدة سيدة هذا العالم.
ستركز واشنطن على كل ماله صلة بإيران، وعلى كل نشاط إيراني، وعلى كل حليف لطهران حزبا، أو فردا، أو مكونا وستستهدفهة عسكريا وسياسيا وإقتصاديا، وشرعت قانونا في الكونغرس يشبه الى حد بعيد القانون الذي مهد لإحتلال العراق قبل عام 2003 وهي ماضية في إصدار قرارات مشددة، ووضع قوائم عقوبات.
إيران ليست هينة، ولكن المعركة شديدة وحامية، ولايستطيع أحد توقع نتائجها النهائية.
شاهد أيضاً
السامرائي يلتقي البرزاني ويبحثان الأوضاع السياسية والأمنية
إلتقى رئيس تحالف العزم المهندس مثنى السامرائي في مصيف صلاح الدين بأربيل …