هادي جلو مرعي
علينا أن نستعد لما هو أسوأ في سيناريو المواجهة مع إسرائيل، فهي لاتريدنا أعداءا لها ومقاومين، وتركز في هذه المرحلة على دفعنا دفعا للتطبيع معها، وقد نجحت الى حد بعيد في حمل الدول العربية الفاعة والمؤثرة حاليا على التسليم للأمر الواقع، والميل الى المحور الذي تقوده واشنطن الرامي الى إتمام صفقة القرن، والكشف الكامل عنها بعد الإنتخابات الإسرائيلية المقبلة، حيث لاتخفي دول عربية نوايا الموافقة على تطبيع العلاقات مع تل أبيب، والتعاون معها في مجال تبادل المعلومات والتدريب، وإعلان خطوات تطبيعية في مجالات الإقتصاد والتعاون العسكري المباشر والمشاركة في احلاف عسكرية ومنها الحلف الأمريكي لحماية أمن الملاحة في الخليج في مواجهة التهديدات الإيرانية التي تحذر منها واشنطن، والحقيقة إن الإجراءات الأخيرة في الخليج تؤكد أن إسرائيل جزء من مشروع كبير يخدمها في النهاية لأنها ستعمل بالنيابة عن واشنطن في إدارة الملف الأمني وبموافقة من حلفائها التقليديين.
نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي غرد في تويتر محييا جهد المخابرات العراقية في متابعة التطورات الأخيرة في ملف التطبيع، وداعيا الى تعاون أكبر لمعرفة تفاصيل التحركات الإسرائيلية، والخطوات التي تقوم بها لجعل العراق ضمن دائرة الإهتمام الرئيسية المتعلقة بمحاولات جذب سياسيين ونخبويين مثقفين وكتاب وصحفيين الى دائرة تطبيع من خلال جملة إجراءات واضحة وأجهزة تقنية عالية، وخبراء هدفهم هو التركيز على العراق، ونشر معلومات مضللة عن الوقائع السياسية، والتأكيد على أن هناك حراكا في الداخل العراقي متعلق برغبة لدى بعض الأوساط في تغيير نهجها السابق، والترويج للتطبيع بوصفه خلاصا من مشاكل البلاد، وضمان دعم أمريكي لقضايا العراق كما يرى هذا الفريق.
جهاز المخابرات العراقي كشف بعض التفاصيل المتعلقة بالحراك الإسرائيلي حيث وجد الجهاز إن بعض المراكز التي تبث معلومات، وتؤسس صفحات على الفيسبوك، والمؤسسات التي تنشر التضليل، وتروج لزيارات قام بها مسؤولون عراقيون الى إسرائيل تأتي في إطار الرغبة العراقية الحقيقية في تجاوز الماضي، والذهاب نحو المستقبل، وإنهاء حالة العداء بين بغداد وتل أبيب، ومنها التسريبات التي نشرت عن الباحث في مركز بيغن – السادات للسلام إيدي كوهين التي أشار فيها الى قيام مسؤولين في مجلس النواب العراقي بزيارة إسرائيل، وهم خالد المفرجي وعبد الرحيم الشمري وأحمد الجربا وعالية نصيف وأحمد الجبوري وعبد الرحمن اللويزي،حيث كشفت المخابرات العراقية عن وجود إدارة فنية لمركز يبث الشائعات والأكاذيب عن العراق وعن نواب في البرلمان، ومن خلال صفحة إسرائيل بالعربية التي يديرها رئيس قسم الإعلام في وزارة الخارجية الإسرائيلية يوناثان جوتين، ويساعده 16 معاونا في تل أبيب ، إضافة الى فريق من المخابرات الإسرائيلية في غواتيمالا وأشخاص يدعون أنهم عراقيون هدفهم إثار الفوضى، وجعل الأحداث تأخذا طابعا يمكن التعاطي معه دون رد فعل عنيف، وهناك فريق متخصص في الفلبين وجمعية (ينابيع الأمل) التي مقرها القدس، والتي تبث الفوضى والتصريحات والفتن في الداخل العراقي لأهداف متعلقة بتهيئة الأرض في العراق للتطبيع مع إسرائيل، وتحذر المخابرات العراقية من إمكانية إستغلال عبارات وكلمات بسيطة من مسؤولين لتسويقها بوصفها تصريحات تتلاءم والرغبة في التطبيع، وخاصة تصريحات رئيس البرلمان محمد الحلبوسي والشخصيات النيابية.
شاهد أيضاً
السامرائي يلتقي البرزاني ويبحثان الأوضاع السياسية والأمنية
إلتقى رئيس تحالف العزم المهندس مثنى السامرائي في مصيف صلاح الدين بأربيل …