في ١٩٦٩ تاسست مؤوسسة المعاهد الفنية على غرار المعاهد التقنية المنتشرة في امريكا وروسيا واليابان والصين واوربا الشرقية حينها بشكل كبير ومعظم الدول الاوربية بشكل متوسط ، وكانت مصر والجزائر قد سبقتنا بالتجربة …تغير الاسم مرتين الى هيئة المعاهد الفنية ثم الى هيئة التعليم التقني والتي تم حلها بقرار من هيئة الراي قبل ٣ سنوات..والتعليم التقني مهم في اعداد الكوادر الهندسية الحقلية والمعملية بالاضافة الى الكوادر الوسطية. والتي لولاهم لما استطاعت المعامل والمصانع و المشاريع ان تتحول الى واقع وتنتج بضائع ومواد ومنتجات وخدمات وتنقل الانسان الى عالم تقني متسارع الابتكار والابداع..من الحقائق، ان الترابط بين البحث الاكاديمي و التجربة المختبرية و التطبيق التقني كبير ومهم ولولاه لما وصل العالم الى ماوصل اليه في المجالات كافة ..يختلف التعليم التقني عن التعليم الاكاديمي باحتوائه على عديد كبير من الساعات المختبرية وعلى انجاز مشروع تجريبي سنوي و المشاركة في الصيانة الدورية للمنظومات والاجهزة و تقديم منظومة عملية مصنعة و اعداد منتج او منظومة او وحدة ريادية في مجال الاختصاص بالاضافة الى احتواءه على عديد كبير من التدريب الحقلي والمختبري ، لهذا فان تدريسي المعاهد والكليات التقنية لابد ان يكونوا من خريجي الجامعات التقنية حصرا” وهذا ما لا يتحقق في جامعاتنا التقنية المليئة بالتدريسين الاكاديميين ، كما ان خريجي كلية الهندسة التقنية لا يقبلون في الدراسات العليا في الجامعة التكنولوجية ،في حين ان الكلية التقنية الهندسية في الدراسات العليا تقبل طلبة الجامعة التكنولوجية ..و لطالما عانى طلبة واساتذة الجامعات التقنية من نظرة دونية من الوزارة والجامعات الاكاديمية لها ،بالرغم من اهمية الجامعات التقنية في العراق والتي تجاوز ٤٦ تشكيل ،وكونها مطلوبة اكثر في البناء والاعمار واعادة تاهيل البنى التحتية وارجاع القطاع الصناعي والزراعي والخدمي الى الخدمة الفعلية والتي غابت بفعل الحرب والحصار والفساد والارهاب …
المطلوب اعادة النظر في حل هيئة التعليم التقني والتي ترتبط بمعاهدات وبروتوكلات تعاون مع كثير من الدول والتي بامكانها وبكادر بسيط ان ترتب مسارات الجامعات التقنية الاربعة الموجودة والتي ستحتفظ باستقلالها المادي والاداري على ان تتولى الهيئة توجيه الجامعات الى ترصين وتعميق وتاصيل التعليم التقني والاشراف على الاستثمار التقني و اقامة شراكة مع القطاع الصناعي والزراعي والخدمي بتوفير الكوادر المهنية والصيانة والبدائل و تشغيل المعامل والمصانع والمحطات وووو…، بعقود شراكة وبالدفع الاجل والدفع بالاسهم ….
ان كان في نية الحكومة النهوض بالواقع الاقتصادي للعراق ، فلابد من اقتحام الغد بمهارات متقدمة متدربة بمستوى عال في مجال الطاقة والنفط والخدمات والزراعة الكثيفة والصناعة التنافسية والادارة الذكية بعقلية متفتحة و واعية تخدم العراق واهله …استغربت كثيرا عندما ، وجدت ان منهاج ومفردات التعليم التقني بحاجة الى مراجعة وان هناك اكثر من ١٦ كلية اهلية اكاديمية تتطابق مع نفس منهاج ومفردات الكليات التقنية وان الجامعات التقنية مشرفة عليها..ان وضع التعليم التقني في العراق ذكرني بصديقنا الشاعر الكبير المرحوم عريان السيد خلف عندما قال لي عن حالة مماثلة قبل عقدين من الزمان : هاي لا حاطة ولا ناطة ،قلت : يعني شنو سيد ،قال : خلاني وكتي وياك ريشة بوسط ريح …لا تثبت على الكاع ولا تقبل اتطيح…
لنا وللعراق وللتعليم
رب عظيم كريم
أ.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي