بقلم سعاد حسن الجوهري
انشغلت الساحة العراقية خلال اليومين الماضيين ليس بحدث امني او سياسي وانما تعليمي هذه المرة. فاعتصام المعلمين في عموم محافظات البلاد في اول يوم من الفصل الثاني للعام الدراسي الحالي يدق جرس انذار كبير للحكومة والوزارة المعنية ليفتح الباب واسعا امام جملة تساؤلات تبحث عن جواب لدى المسؤول حيال هذا التدهور القائم في المجال التربوي في العراق. ولإن التطور العلمي والتكنولوجي الحاصل في العالم استثمر بشكل إيجابي من قبل كافة دول العالم في تطوير عملية التعليم والتعلم لتلاميذ المدارس بكافة مراحلها حتى بات استخدام الوسائل التكنولوجية من البديهيات التي يجب أن تتوفر في المعلم إضافة إلى إسناد عملية التعلم بوسائل أخرى غير الكتاب المدرسي. ولهذا انهمكت الدول في الارتقاء بكيفية تخطيط وتصميم البرامج وأيضا الإطلاع على أحدث استراتيجيات التدريس وأهمية وسائل الإيضاح وتكنولوجيا المعلومات في عملية التعلم واكتساب المهارات ونمو شخصية التلميذ وتعزيزها إضافة إلى دروس في المواطنة وحقوق الإنسان وحقوق الطفل. وبما أن العملية التربوية لا تقف عند المعلم وحده بل هنالك جهاز متكامل هو الجهاز التربوي الذي يلعب دوراً خطيراً في تربية أجيالنا ، وتوجيههم الوجهة الصحيحة ،وإشباعهم بالمفاهيم الديمقراطية ، بكل جوانبها تتطلب منا اليوم العمل وبأقصى سرعة ، وبكل ما نستطيع من جهد لمعالجة هذا الخلل الخطير في جهازنا التربوي إذا شئنا أن نخلق أجيالاً جديدة قادرة على التواصل مع العالم وسد الفجوة العلمية. اذن وازاء هذا التدهور الحاصل في العملية التربوية ينبغي ان تقف الحكومة والبرلمان وقفة جادة لوضع الامور في نصابها الصحيح قبل ان تنفلت بصورة لايحمد عقباها ويكون ضحيتها الجيل الجديد الذي يجب ان ياخذ على عاتقه مهمة بناء الوطن.