علاء دلي اللهيبي
صحراء الأنبار الممتدة حتى النجف والمفتوحة على المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية تشكل ملاذا آمنا ونوعيا لتنظيم داعش، وتشير مصادر إستخباراتية الى إمكانية إنتقال زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي الى تلك الصحراء التي تتميز بإتساعها، ووجود مغارات وأودية عديدة تشكل مواضع تحصين مهمة للعناصر الفارين من سورية خاصة بعد معركة (الباغوز) الأخيرة بين قوات سوريا الديمقراطية قسد، وعناصر التنظيم المتحصنين مع أسرهم في تلك القرية شرق الفرات، وتؤكد المعلومات الإستخبارية إن البغدادي إختار، ومجموعات من العناصر المرتبطين به التوجه الى تلك الصحراء، ومحاولة ضرب المدن الأربعة الرئيسية صلاح الدين والموصل والأنبار وكركوك، وممارسة حرب العصابات ضد المدنيين.
ولأن شر البلية مايضحك، فقد إرتفعت أسعار الكمأ، وهو النبات الأشهر الذي ينبت في تلكم المحافظات بعد أن قام داعش بإستهداف الباحثين عن الكمأ في صحراء الأنبار وفي صلاح الدين، وكانت آخر مجموعة تم إستهدافها تمثلت بسبعة أشخاص من عشيرة اللهيب الذين توجهوا عبر النخيب الى البادية، وتم إختطافهم من قبل عناصر داعش، وقتلهم بدم بارد بينما مايزال مصير أحدهم مجهولا للأسف.
وبإستثناء قادة عسكريين ومدنيين في الأنبار والنجف فإن عشيرة المغدورين لم تتلق إتصالا من الحكومة المركزية، ولم تلمس إجراءات حقيقية لملاحقة العناصر الإرهابية، وتأكيد حضور الحكومة لوقف عمليات العنف المنظم التي تستهدف الشعب بكل أطيافه، عدا عن غموض الإجراءات الخاصة بوضع إستراتيجية للتصدي للتهديد الذي يفرضه الإرهابيون الذين يتحركون من سوريا بإتجاه العراق، ويجب أن تكون الحكومة العراقية أكثر ديناميكية في هذا المجال، وأن لاتمنح الآخرين الفرصة ليتمددوا ويعيدوا ترتيب المخاطر وضد العراق وشعبه.