تحياتنا الخالصة…
منذ فترة نتلقى دعوات من رؤوساء كتل وشخصيات سياسية معروفة وناشطين دعوات لغرض ان نشاركهم في تأسيس احزاب وتيارات سياسية لتشارك في ادارة العملية السياسية القادمة من خلال الاشتراك في انتخابات مجالس المحافظات و مجلس النواب ونعتذر ممتنين لمن دعانا..لقد كانت للمجلس تجربة مفيدة في الانتخابات الماضية وكنا قد دعمنا بحملات اعلامية من خلال كل قنوات التواصل الاجتماعي والاعلام و بجهد ترويجي و دعائي مميز لاكثر من ١٠٠ شخصية بعضهم دخل بقوائم مستقلين والاخرين دخلوا مستقلين بقوائم كتل سياسية فاعلة ومتسيدة المشهد العراقي..وبالرغم من ان ١٠ من الاخوة النواب والنائبات قد حصلوا على المقاعد النيابية الا انهم انغمسوا مع الكتل الذي فيها واغلبهم لم يتواصل معنا الا عبر كروبات التواصل الاجتماعي ، وكنا نتوقع ذلك ولكننا مضينا في ان نكون جزء من لعبة تغيير بعض الوجوه السياسية بداعي الانتخابات وتغيير نسبي لخارطة العمل السياسي الحالي …لقد قلنا رأينا بان انتخابات ٢٠١٨ جملة” و تفصيلا” كانت مزورة وان النتائج معدة سلفا” لترتيب اوضاع العراق الجديد الذي كان غسيل داعش السياسي جزء منه فتم دفع عناصر قريبة لداعش الامس ليدخلوا عناصرها و موارده البشرية في الدولة العميقة على قاعدة ( الشراكة والتوافق يجب ما قبله) ، فكان لانصار ومؤيدي داعش وزارة التربية و اكثر من ٤٠ درجة خاصة ، ومثلما نشرنا على كروباتنا ولكل الاخوان في مجلس الخبراء العراقي النتائج المسبقة للانتخابات ،فاننا اكدنا ان حكومة د.عادل عبد المهدي هي حكومة مرحلة عابرة للحسابات ليس فيها فعالية حقيقية لاشراك الخبراء والتكنوقراط ولا عملية حقيقية لمحاربة الفساد او البدء في انصاف المحافظات المظلومة او المحافظات المدمرة ولا دور في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للعراقيين او الشروع في ارساء العدالة الاجتماعية…لازالنا نؤكد ان النجاح في ولوج العملية السياسية يعتمد على امتلاك ثالوث القبول والمكون من ثلاث عوامل وهن ، العامل الاول : الولاء والتوافق مع اللاعبين الكبار ( امريكا وايران ) . العامل الثاني: امتلاك المال السياسي، المال الذي لا يخضع لحسبة او مطالبة او تدقيق الناتج من الاموال العائدة من مشاريع وهمية و موظفين فضائيين و نفط مهرب وتجارة الاثار والكرستال و الاتاوات من البارات والملاهي والمعارض .
العامل الثالث: فصيل مسلح يوفر للحزب الحماية واقتحام المراكز الانتخابية و تبديل الصناديق وتغييرها وحرق المراكز والصناديق ان اقتضى الامر ذلك.
عندما قال لي رئيس البرلمان الاسبق د.محمود المشهداني عن لقاء عمان قبل ١٢ سنة مع الداعمين الستة وانهم زودهم بعدد المقاعد الذي سيحصلون عليها قبل الانتخابات ،لم افاجىء لاني سمعت تفاصيلها وتفاصيل ماحدث في الانتخابات في امريكا من شخصية قريبة الى شعبة العراق في وزارة الخارجية الامريكية وعندما ذكرتها الى احد رؤوساء الكتل طلب مني ان لا اذكر هذه البيانات لاخرين لانها فتنة..
وكما قال علي الاديب : القادم اسوء ، فاني اشاطره الرأي ، فان العراق امسى محكوم بترتيبات معقدة للمنطقة ، فالصراعات في سوريا وتركيا على العمق الامن، و مصير المنظمات الارهابية المدعومة من تركيا و الارهابين الاجانب والمجاميع المدعومة من السعودية والامارات، ومستقبل اليمن وامن باب المندب، و دور حزب الله في لبنان وتطبيع اسرائيل مع العرب والمسلمين ،و اضطراب الاوضاع الداخلية في السعودية وايران ،وازدياد الصراع الهندي- الباكستاني،كل هذا يصاحب الصراع بين امريكا و روسيا والتنين الصيني القادم ..
ستتمزق الاحزاب في العراق ، كما تمزق الاحزاب في حصارها للمدينة و لرسالة محمد المصطفى (ص) قبل ١٤٠٠ سنة ..
سيرحلون و سنبقى ويبقى العراق…
اللهم احفظنا واحفظ العراق
ياحافظ يا قادر يا جبار ياخلاق
أ.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي