تحياتنا الخالصة ..
بعد انتهاء لجنة مناقشة طالبة ماجستير كنت رئيسها ، هممت ان اغادر الجامعة ، لكن فتاة ثلاثينية العمر ، ممشوقة القوام ذات وجه مشرق جميل طلبت ان تتحدث معي ..جلست لاستمع الى الفتاة التي عرفت نفسها بان اسمها ( روعة ) و قريبة احد الاصدقاء المهمين الذي كثير ما كان يرطب الاجواء مع بعض السياسين الفاسدين عندما يشتد خلافي معهم و توسط كثيرا” في المسائل العشائرية عندما كان المسؤلون يلجاءون لها..
قالت روعة : تخرجت من سنين ولم احظى بفرصة تعيين ونصحني الحاج ان اتواصل معك لتجد لي فرصة ..قلت : يا روعة ..انا لست وزير للتعليم ، بل اني لم استلم راتبي منذ ٤ سنوات وللان ،لان مافيات الفساد في الوزارة والجامعات وحيتانها تضامنوا ضدنا و واصبحوا كالبنيان المرصوص ،ولاننا لن نقبل المساوامة في الحق و لن نعمل الا على رضا الله..ولست رئيس وزراء لا عندي حزب ولا عندي نواب و لا احل ولا اربط ، صاير مثل الناطق الحكومي الذي يرضي الحاج والسيد و لا يملك سلطة على وزارة او قرار..قاطعتني قائلة : بروف ، اني كما تراني جميلة ، وكنت كلما اخرج من البيت او اعود اليه ، يعاكسني ( يتحرش بي) رجل صاحب محل على جادة الشارع ، وانا لا ارغب ان اثير مشاكل لاهلي ، ولكن في يوم وانا اتمشى عائدة لبيتي مكسورة بسبب ان فرصة تعيين تم اعطائها لزميلة بسبب دفعها دفتر (١٠الاف دولار ). استوقفني الرجل معاكسا” فما كان علي ان اشتمه ،حيث قلت له 🙁 سفيه، حقير ، نذل ، غبي ، بليد ، بلا غيرة ، بلا اخلاق ، بلا شرف ،،،،،،،،، ناقص)، قالت : ضحك الرجل كثيرا” وانا مستغربة رده ، قال السفيه 🙁 كلهن سامعهن وسامع الاكبر والاكثر والاحقر من المسبات ، اذا عندك مسبات جديدة سمعيني. لو بكرى انا وياك بالحديقة ، لو نبقى على ها الطريقة .) ..استطردت روعة : كل الذي قلته اعرفه وسامعته ، ولو ما اعرف انت حكومة ، ما اجيتك…
قلت : انا صوت يعبر عن الناس و معاناتهم و لا املك سلطة او سطوة والحاج الذي اوصاني بك هو خير من يعرف ذلك،
ثم انت صغيرة وفاتنة و عسى ان يتقدم لك من يغنيك عن الوظيفة و مشقتها..
قالت : تقدم لي خريج عاطل ، رفضوا اهلي واشترطوا ان يكون متعين بالرغم من ان اهله ميسورين ، والولد وافق يعمل ك محاضر خارجي مجاني ، الا ان والدي قال بائع الفلافل اضمن لبنتي من مدرس مجاني..
قالت بعد ان ترددت في الحديث ثم اسردت كلامها دفعة واحدة :
انت وحيد ، اتزوجني لكن بشرط تعيني ..قلت وانا متفاجىء من طرحها : ياروعة ، لا تطرحي ما قلتيه على غيري لكي لا يستسهلك و يرخصك وانت غالية و سنبحث عن فرصة .
قالت : دكتور ، يعرفني الجميع بانني مغرورة وآنفة ولكنك تسللت الي ببساطة حتى حسبتك والدي واخي ولانك لا والدي ولا اخي ، قلت بنفسي ازوجيه وارضي ب قسمتك السودة المصخمة وبدأت تضحك…صمت وانا اتألم لاجل ( روعة) .قالت : لا اريد ان اكون مثل خالتي وصلت الستين وهي تنتظر رجل يطرق بابها وبقت في بيت خالي ذليلة ، مكسورة ،مجرد امراة مهشمة وحيدة و دائمة الكآبة والحزن..
قلت : سيكون المستقبل لك و لجيلك افضل بمشيئة الله، لان من خلقنا لم ولن ينسانا..ودعت روعة الظريفة وهي تردد : دكتور فكر ، اوجد لي وظيفة ، وتتزوج من روعة اللطيفة …
في الطريق وانا اقود سيارتي ، لم يتوقف فكري عن زمننا الرديء الذي جعل روعة الغاية في روعة ، تطرح نفسها وكانها سلعة …يا اهل ..اولادنا الامل ، ومن الحب والخوف عليهم ما قتل…
لنا وللعراق وللعراقيات الرائعات..
رب كريم وهاب ، رب الكائنات والسموات…
أ.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي