تحياتنا الخالصة ..
عندما ارسلت لنا الاخت ( امل الساعدي) منشور اعيد تدواله مرارا” ( ماذا سيحل بنا بعد مئة عام )، عندها سنكون قد انتقلنا من فوق الارض الى عمق الارض وننتظر العرض، اموالنا توزعت وعقاراتنا سكنت ، ولايذكر منا الا عملا” صالحا او نفقة جارية … ارسلت المنشور الى زميلة مبدعة تصادف اسمها ( أمل) ، فكتبت لي مقالا” مطولا” ،قالت فيه: بعد مئة عام ، سنكون بلا شوارع و سياراتنا تراصفت حتى اصبحت الممرات مقابر لها ، و تتخاطف الستوتة والتكتك الممرات اليضقة بعد ان نفقد الارصفة والساحات وتصبح مدننا عشوائيات بلا ماء ولا كهرباء ،يمر في ارضنا نهران اسودان من الملوثات والمجاري والفضلات..سترى الناس مسلحين ، وكل شخص رفع على عشوائيته ملصق حزب وصور زعيم اقليمي و لن يخرج المواطن ( العشوائي) الا وبيده السلاح ، حيث يغيب الامن و تصبح الشرطة والجيش والحرس عصابات مسلحة تتقاسم العشوائيات مع العصابات المسلحة حيث تكثر الاعلام والصور و اكوام الازبال والقاذورات والكل يقول نحن احفاد صدام والمالكي والجعفري والعامري و المشهداني والخنجر و الجبوري وووو …بعد مئة عام تصبح ما تبقى من ركام مدارسنا و معاهدنا وكلياتنا وجامعاتنا مستعمرات للاثرياء و منافذ للمخدرات و الزواج المثلي و ترويج الانحطاط والرذيلة ، بينما تعمل ما تبقى من هياكل مستشفياتنا على سرقة تجارة الاعضاء و تجميل القبيحين من الطفيلين المتسيدين العشوائيات.. بعد مئة عام سيكون العراق فيدرالية العشوائيات ، حكومات عشوائية تابعة لدول الجوار عندما يقل النفط و يسحب النفط والغاز للكبار لتسديد قروض العبادي وعبد المهدي و فوائدهم ولدفع الاموال المتراكمة علينا من جولات التراخيص الشهرستانية .. بعد مئة عام ، ليست في العشوائيات اسر او عوائل ، اباء وابناء ، عشائر وقبائل ، بل مجاميع مسلحة تعتاش على السطو والتسليب وتجارة النساء و سوق الغنائم والحرامية ، و تصبح البنوك قلاع حصينة للسادة المترفين ،حيث لا تعليم ولا صحة ولا خدمات و لا متعة الا لهم …بعد مئة عام سيكون العراق قد دخل الفترة العشوائية ، حيث تتعايش البهائم مع الناس، ويتقايض الناس السلع بالسلع ، و البضائع بالمخدرات، و النقل بالمتعة، والغذاء بالحماية ،و يصبح الدين تراث ، والاخلاق من البائدات ، والاعراف للاقوى ، والمعروف محروف ، والحق بق ، والصدق شق ، والانسانية نسيانية ..
اقول للاخت امل الكاتبة بلا امل ..
لن تبقى الامور تسوء الى الانحطاط والرذيلة والفرقة و النزاعات والتجاوزات الى الابد ،لان الله موجود ،خلقنا وتكفل بنا ، فان اختبرنا بولاة طغاة ، و حكام ظلام ، و امراء حقراء ، وقيادات حثالات ،فانه اختبار للصابرين المتقين و بشر الصابرين..قد اتفق معك اننا بعد ١٥ عام قد بيضنا وجه الطاغية المقبور بعد ان زيفنا الديمقراطية و نشرنا الجهل و المرض والفقر والعوز والجريمة والرذيلة ، و ابحنا التعذيب و الاغتصاب و الاضطهاد و التفرقة والعنصرية والطائفية ، ودمرنا البيئة والسلوك والتراث والطيبة و الصدق ومحنة الاهل وصلة القربة وحسن العشرة و الجورة ، لكن من خلقنا سيعيننا على تجاوز المصائب والكوارث و سيظهر فينا من يرينا الحق حقا” فنتعبه ، و يبطش بالباطل حتى نتجنبه…
يا أمل لازال في قلبي و روحي وعقلي امل في ان ينتفض العراق و ينهض اهله نحو مستقبل افضل..فمهما كثرت النأئبات تذكر اننا اهل الحضارات..
لنا وللعراق ربنا الوهاب المعطي الكريم ، الغفور العفو الرحيم…
أ.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي