سلط تقرير صحفي اليوم السبت الضوء على مؤتمرات القمم العربية منذ انطلاقها في العام 1946 في مصر، وذلك قبل يوم من انطلاق قمة تونس الـ30.
وذكر التقرير الصحفي الذي نشر اليوم السبت 30.3.2019 ان القمة العربية التي تنطلق أعمالها يوم غدا الأحد، ستكون الثالثة التي تعقد في تونس، بعد قمتي 1979 و2004، حيث عقد القادة العرب 29 قمة عادية، و11 قمة طارئة، وثلاثة قمم اقتصادية، بجانب قمتي “أنشاص” وبيروت، وقمة سداسية خاصة.
وتنعقد القمة العربية العادية الـ30، برئاسة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، وسط عدم إعلان العديد من القادة العرب مشاركتهم فيها بعد، كما لا يزال مقعد سوريا مجمدا منذ 2011، وسط نقاش في الأشهر الأخيرة حول إمكانية عودتها مجددا إلى الجامعة العربية، إلا أن هناك تحفظات تحول بين ذلك، وفق تصريحات الجامعة.
ورصد التقرير أبرز محطات القمم العربية منذ قمة “إنشاص” شمالي مصر، عام 1946، حيث حلت القضية الفلسطينية، على رأس أولوياتها وحضرتها الدول السبعة المؤسسة للجامعة العربية، وهي مصر، وشرق الأردن، والسعودية، واليمن، والعراق، ولبنان، وسوريا.
وفي الخمسينات شهدت تلك الفترة ثاني قمة عربية، عقدت في بيروت عام 1956، ردا على العدوان الثلاثي
(بريطانيا وفرنسا وإسرائيل) على مصر وقطاع غزة، وشارك في القمة 9 قادة عرب أجمعوا، في بيان ختامي، على مناصرة مصر ضد العدوان، واللجوء إلى حق الدفاع المشروع حال عدم امتثال الدول المعتدية لقرارات الأمم المتحدة، وامتناعها عن سحب قواتها.
وشهدت فترة الستينات خمسة مؤتمرات قمة، أولها بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، والتي تعد أول قمة فعلية، وفق مراقبين، في 1964، وخرجت تلك القمة ببيان تضمن نقاط عدة، أهمها الإجماع على إنهاء الخلافات وتصفية الجو العربي، والدعوة إلى دفع العدوان الإسرائيلي، وإلى إنشاء قيادة عربية موحدة للجيوش العربية ردا على تحويل إسرائيل مجرى نهر الأردن.
كما شهدت المغرب قمة 1965، حيث دعت حينها إلى تصفية القواعد الأجنبية، وتأييد نزع السلاح ومنع انتشار الأسلحة النووية، وإقرار الخطة العربية الموحدة للدفاع عن قضية فلسطين في الأمم المتحدة والمحافل الدولية.
وفي الخرطوم، عقدت قمة 1967، إثر الهزيمة العربية أمام إسرائيل في حرب حزيران 1967، دعت لإزالة آثار العدوان الإسرائيلي، وأطلقت ثلاث لاءات عربية، هي: لا صلح، ولا تفاوض، ولا اعتراف.
أما في السبعينيات، فقد شهدت تلك الفترة 7 مؤتمرات قمة، بدأت بأول قمة عربية غير عادية، عام 1970 بالقاهرة، بمقاطعة سوريا والعراق والجزائر والمغرب.، وكانت قمة الجزائر عام 1973 من أبرز قمم تلك الفترة بمبادرة من سوريا ومصر، بعد حرب 6 تشرين أول 1973 ضد إسرائيل، فيما قاطعت العراق وليبيا هذه القمة.
واتفق المجتمعون على شرطين للسلام مع إسرائيل، وهما انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة، وفي مقدمتها القدس، واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه.
وشهدت السعودية في 1976، قمة سداسية خاصة، ضمت السعودية ومصر وسوريا والكويت ولبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية فقط، لبحث الحرب الأهلية في لبنان التي نشبت إثر توترات سياسية ودينية، كما عدت قمة بغداد 1978، بداية المقاطعة العربية لمصر، على خلفية توصلها إلى اتفاق “إطار” للسلام مع إسرائيل (معاهدة السلام بين القاهرة وتل أبيب أُبرمت فعليا عام 1979).
وفي تونس عام 1979، عقد القادة العرب، قمة للتأكيد على رفض اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، وأن الصراع مع إسرائيل طويل الأمد، وتجديد الإدانة العربية لاتفاقية كامب ديفيد، وإدانة قرارا النظام المصري تزويد إسرائيل من مياه النيل.
ومرت فترة الثمانينيات من القرن الماضي، بسبع محطات عربية، أبرزها قمة عمان بالأردن 1980، برفض قرار مجلس الأمن رقم 242 (يدعو إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967، لكنه لم ينفذ حتى الآن).
وفي قمة فاس المغربية 1982، اعترفت دول عربية ضمنيا بوجود إسرائيل، حيث خرجت بإقرار مشروع عربي للسلام معها، من بين بنوده انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967 (وليس عام 1948).
وصدر عن قمة الجزائر 1988، قرارات بينها دعم الانتفاضة الفلسطينية، وتجديد الالتزام بتطبيق أحكام مقاطعة إسرائيل، والمطالبة بعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، وإدانة الاعتداء الأمريكي على ليبيا، والتضامن الكامل مع العراق في حربه ضد إيران.
فيما شهدت أعوام التسعينيات 4 مؤتمرات قمة، الأولى عقدت ببغداد 1990، في غياب لبنان وسوريا، وفي العام ذاته، عقدت قمة القاهرة، إثر الغزو العراقي للكويت، وبعد انقطاع لست سنوات، عقدت بالقاهرة قمة عربية طارئة عام 1996، تضمنتها التأكيد مجددا على شروط السلام الشامل مع إسرائيل، وهي الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس والجولان والجنوب اللبناني، والتوقف عن النشاط الاستيطاني.
كما شهدت الألفية الجديدة 10 مؤتمرات قمة، تخللتها أزمات عربية عدة، بجانب طرح عربي لمبادرة سلام مع إسرائيل، وكان أبرز تلك القمم، قمة “المسجد الأقصى” بالقاهرة 2000 إثر الانتفاضة الفلسطينية آنذاك، فيما شهدت قمة بيروت 2002، أول حديث عربي عن القدس الشرقية عاصمة لفلسطين المأمولة بدلا من القدس كلها.
وأقرت هذه القمة “مبادرة السلام العربية”، التي أطلقها الملك السعودي السابق عبد الله بن عبد العزيز، وتنص على: إقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
وفي مدينة شرم الشيخ المصرية، عقدت قمة 2003، بعد بدء الغزو الأميركي للعراق، شدد بيانها الختامي على ضرورة احترام سيادة العراق.
وفي 2005، عقدت قمة الجزائر، بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري (2005)، ودعت للانسحاب السوري من لبنان، وإنشاء برلمان عربي، وسبق هذه القمة جدل حول طلب الجزائر إصلاح الجامعة العربية.
وفي قمة الخرطوم 2006، ظهر تشقق في القيادة اللبنانية، حيث شارك لبنان بوفدين، أحدهما يترأسه رئيس الجمهورية، إميل لحود، بينما ترأس الثاني رئيس الحكومة، فؤاد السنيورة، فيما أكدت قمة دمشق 2008، على تشجيع الاتصالات بين الإمارات وإيران لحل قضية الجزر الثلاث، وفي قمة الدوحة 2009، تحدت الجامعة العربية، المحكمة الجنائية الدولية، بمنح “ترحيب حار” للرئيس السوداني عمر البشير، الذي أصدرت المحكمة بحقه مذكرة توقيف.
وشهد العقد الثاني من الألفية الجديدة، تسعة مؤتمرات قمة، خرجت أغلبها بقرارات روتينية حول القضية الفلسطينية، من أبرز تلك القمم قمة بغداد 2012، التي تم تأجيلها بسبب الثورات الشعبية التي عصفت بعدد من الدول العربية وشهدت هذه القمة تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية (مستمر حتى الآن).
وتناولت قمة شرم الشيخ 2015 مناقشات روتينية، مثل القضية الفلسطينية والأزمات بسوريا واليمن وليبيا، ودعت قمة نواكشوط 2016، إلى اعتبار 2017، “عام إنهاء الاحتلال الإسرائيلي”، كما أكدت دعمها لشرعية الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، ولم تخرج قرارات قمتي البحر الميت بالأردن 2017، والظهران بالسعودية 2018، عن مثيلاتها السابقة، باستثناء إدانة استهداف السعودية بالصواريخ الحوثية، والدعوة إلى حل الأزمة السورية سلميا.
يذكر ان وزراء الخارجية العرب أنهوا أمس الجمعة تحضير جدول اجتماع قمة تونس العربية التي ستنعقد الأحد في دورتها الثلاثين بحضور عدد كبير من قادة الدول العربية، حيث أكد أمين عام الجامعة أحمد أبو الغيط أن الوزراء العرب قرروا خلال الاجتماع التشاوري والتحضيري للقمة العربية تكليف الأمانة العامة للجامعة العربية بإعداد إطار للتحرك العربي وخطة للتعامل مع الموقف الأميركي الأخير من هضبة الجولان السورية المحتلة.
شاهد أيضاً
السامرائي يلتقي البرزاني ويبحثان الأوضاع السياسية والأمنية
إلتقى رئيس تحالف العزم المهندس مثنى السامرائي في مصيف صلاح الدين بأربيل …