تحياتنا الخالصة ..
كان الرجل اربعيني العمر الذي كلفه الرئيس ليكون مستشاره للازمات والطوارىء ، دون ان يعرفه احد من روؤساء الكتل السياسية الذين ظنوه مدعوما” من الرئيس الامريكي او الكونكرس .كان الرئيس حالما يهمس المستشار باذنه ، يستأذن الحاضرين لوصول مجموعة مهمة سيسلم عليها ويستلم طلباتها او سيرد على موبايل مهم خارجي ..اصبح المستشار اكثر اهمية و رعب في الاوساط السياسية عندما خرج مع الرئيس على عجالة وقتما كان هناك اجتماع مع الرئاسات و روؤساء الكتل السياسية و ممثل الرئيس الامريكي و السفير الامريكي وممثل الامين العام للامم المتحدة ، وعاد المستشار ليقول ان الرئيس سيتاخر ،لان عليه ان يجري تغييرات ليست على مستوى الداخل فحسب بل على الوضع برمته..كان المستشار ينقل اراء الخبراء من كروبات ( اراء حرة ) و ( خبراء عراقيون) الذي تم اشراكه فيه ، فكان يقول ( لن يكون العراق ممر للصراعات الامريكية – الايرانية ولا ساحة لها) ، (على العرب ان يجعلوا العراق قويا” ليتقووا به لا ليضعفوه)، ( داعش لن تظهر على السطح الا من خلال الساسة الفاسدين وستظهر بعصابات اجرامية و بنسخة وتسمية جديدتين ) ووووووووو..احتارت المخابرات الايرانية و المخابرات المركزية الامريكية CIA في امر المستشار ، لانه بدأ يعين اقاربه واقارب زوجته في كل مفصل في الدولة و يتوسط لمقاولين في مجالات النفط والكهرباء والبطاقة التموينية و يشارك صيرفيين في نافذة مزاد العملة ، فكله يعني ان المستشار يؤوسس لدولة عميقة ..الغريب ان رصد المخابرات اظهر ان المستشار ما كان يفارق الرئيس الا اثناء نومه ، حتى في الحمام كان مع الرئيس..بل انه كان يختار حتى الملابس الداخلية والعطور للرئيس واحيانا” يتدخل في اكله..عندما انتهت ولاية الرئيس كان الجميع مقتنع ان المستشار سيتولى الرئاسة لولا الفيتو الامريكي و الاعتراض الايراني و ( نا) الكردية ..كان علينا ان نعرف الحقيقة ،فاوكلنا المهمة ل (أم ايناس) خبيرة التجميل والناس ، فصادقت زوجة المستشار و عملت لها المساج والبوتكس والفلر لتعرف الحقائق الكاملة ..تقول ( ام ايناس) : المستشار كان منظف حمامات الرئيس المصاب بسلس البول والاسهال المزمن وتضخم البروستات ، وكان المستشار يعرف توقيتات الحاجة عند الرئيس فيحضر له الغيارات الداخلية والعطور لان الرئيس لم يكن يستطع ان يقضي حاجته بوقتها و كان المستشار يأخذ الغيارات المتسخة ليعطيها للفقراء ليغسلوها ويستخدموها لانها ماركات خاصة . كان المنظف يدعي انه مستشار للرئيس للطوارىء والازمات حتى قالت له زوجته : كيف انت مستشار بلا سيارات ولا حمايات ولا سكن خاص..قرر المنظف وقتها ان يفاتح الرئيس ويطلب منه ان يكلفه ب ( مستشار الرئيس للازمات)، غضب الرئيس ثم ضحك كثيرا قائلا”: المنظف وصباغ الاحذية و البواب و الحدائقي و الطباخ والسائق سيكونون مستشارين ) .قال المنظف: صاحب الفخامة ، لا اطمع في منصب ، بل ان وجودي بخدمتك هو اكبر امتياز لي ، ولكن نظرا” لحاجتك للحمام ومعرفتي باوقات حاجتك ،سوف اقوم باخراجك من الاجتماعات و تذكيرك باوقات الطوارى بحجج وفود او اتصالات خارجية لكي نرفع الحرج عنك وعن حالتك الصحية ولكي لا تكون مثل ابو تفليقة ..ترك الرئيس المنظف مستهزئا” وساخرا” ، ولكن في نهاية الدوام صدر مرسوم بتكليف منظف الحمامات ك (مستشار الرئيس للازمات والطوارىء)…اخذ المستشار صيته وغموضه الواسع عندما اسرف الرئيس في الاكل الدهين والحلويات قبل اجتماع الرئاسات و القيادات الامريكية و الكتل السياسية ،حينها فجر الاسهال على الرئيس بركان ، اضطر المستشار ان يستأذن المجتمعين ساعتين ليقوم بنفسه من تنظيف مخرجات الرئيس و تغيير مظهره و غياراته الداخلية ليعيده متاخرا” بعد ٣ ساعات طارحا” فكرة تغيير الوضع السياسي من الداخل و تنظيف مؤوسسات الدولة من الفساد وتهئية الاجواء للمصالحة و راحة المواطن..
والطريف ان رجال المخابرات الامريكية ذكروا ان من الصعب تسميم الرئيس ،لان المستشار يأخذ الغيرات وعليها عينات من مخرجات الرئيس ليفحصها و يدقق السموم فيها ، وهكذا فعل الرئيس الكوري سونغ في لقاءه الشهير مع الرئيس الامريكي ترامب في سنغافورة عندما اتوا بمقعد خاص لكي يحجزوا خروجه لكي لا تاخذه المخابرات الامريكية وتفحصه لتعرف باي مرض مصاب..بقى المنظف مستشارا” مثلما بقى الحمار حمارا”..
اللهم سهل امرنا مثلما سهلته على غيرنا ..
أ.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي