النهرين نيوز –
أظهرت صور أقمار صناعية جديدة نشاطًا إنشائيًا متسارعًا في موقع Taleghan-2 الإيراني، الموقع الذي استُهدف ودُمّر في غارة إسرائيلية بتاريخ 25 أكتوبر 2024. وتُبرز الصور تسلسل أعمال أعيدت على الموقع ابتداءً من مايو 2025 وحتى سبتمبر 2025، ما أثار تساؤلات وتحفّظات حول طبيعة وأهداف إعادة الإعمار.
أول الملاحَظات أن أعمال إعادة البناء بدأت في مايو 2025 بوضع غطاء مؤقت فوق الركام، ثم تلاه تجهيز الأرض ووضع أساسات بحلول يونيو 2025. ولم تُسجَّل ضربات جوية على الموقع أثناء حرب الـ12 يومًا التي شهدتها المنطقة، حسب ما تشير إليه الصور.
وتُظهر لقطات التتبّع اللاحقة أنه بحلول أغسطس 2025 شُيّد مبنى كبير ذي سقف مقوس فوق الهيكل المؤقت، وأُقيم مبنيان أصغر جنبًا إليه؛ ثم أُضيف هيكل ثالث إلى الجناحين في صور سبتمبر 2025. كما رُصدت منشأة دعم جديدة تبعد نحو 200 مترًا إلى الشرق من الموقع، في مؤشر إلى توسع ممكن للنشاطات القائمة.
يشير تصميم الأسقف المقوسة والأنماط الإنشائية إلى احتمال أن تكون المنشآت مصممة لامتلاك خصائص تحصين تحت الأرض، بما في ذلك تدابير لتخفيف آثار الانفجار — ما يعزز الشكوك بشأن طبيعة العمل الجاري. وتُظهر الترتيبات الجانبية خصائص قد تُستخدم كمنشآت محصّنة تحت سطح التراب أو كمرافق داعمة لها.
ورغم هذه المعطيات المرصودة بصريًا، تلفت التحذيرات إلى أن الصور وحدها لا تكفي لتأكيد الهدف الحقيقي من إعادة البناء. لقد ارتبط موقع Taleghan-2 سابقًا ببرنامج أُطلق عليه اسم “عماد” وأنشطة تجريبية مرتبطة بتفجيرات عالية الشدة وقدرات تصنيع مكونات متفجرة مثل PETN، لكن إثبات وجود برنامج نووي أو تطوير فعلي لا يمكنه الاستناد فقط إلى صور الأقمار الصناعية دون معلومات إضافية من مصادر مفتوحة أو استخباراتية.
يبقى احتمالان محتملان أمام المحللين: إما أن يكون هناك نشاط فعلي يعيد إحياء منشآت مرتبطة بقدرات حساسة، أو أنّ ما تُظهره الصور جزء من عمليات تمويه تهدف إلى إخفاء أو تشتيت الانتباه — مثل تحويل مواقع قديمة إلى أهداف “طعم” لشنّ هجمات جوية مستقبلية.