بقلم: سعاد حسن الجوهري
منذ طفولتي وانا اشعر باحساس مغاير يتملكني كلما دخل شهر شعبان سنة جديدة من عمري يختلف عن باقي الشهور التي سبقته. قد تكون البهجة في هذا الشهر نابعة من الحماس الذي كانت تعيشه اسرتي حالها حال باقي الاسر استباقا لشهر رمضان الكريم. وكلما تقدم بي العمر لم ينزاح ذلك الشعور الطيب. حتى ايقنت بان شهر شعبان المعظم له دور كبير في تهيأة النفوس قبيل الدخول في شهر الطاعة والغفران. فرحت ابحث عن مزايا وخصائص هذا الشهر الكريم في الكتب والمصادر المتوفرة بعسر آنذاك فوجدت ان شعبان هو شهر التدريب والتأهيل التربوي والرباني يقبل عليه المسلم ليكون مؤهلاً للطاعة في رمضان فيقرأ في شهر شعبان كل ما يخص شهر رمضان ووسائل اغتنامه. ويجهِّز برنامجه في رمضان ويجدول مهامه الخيرية فيجعل من شهر شعبان دورة تأهيلية لرمضان فيحرص فيها على الإكثار من قراءة القرآن والصوم وسائر العبادات ويجعل هذا الشهر الذي يغفل عنه كثير من الناس بمثابة دفعة قوية وحركة تأهيلية لمزيد من الطاعة والخير في رمضان. فهو دورة تأهيلية لصيام رمضان حتى لا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة وصعوبة بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده ووجد في صيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذَّته. فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط وحتى يتحقَّق هذا الأمر فهذا برنامج تأهيلي تربوي يقوم به المسلم في شهر شعبان استعدادًا لشهر رمضان المبارك. وبعد مرور هذه السنوات الطوال لازال الشعور بالراحة النفسية يتملكني مع ايام هذه المحطة المباركة دون فتور او تراجع.