هادي جلو مرعي
ماذا بعد إدراج الحرس الثوري ضمن قائمة الإرهاب.. أي إعصار مقبل، وماهو الرد الإيراني، وماهي إنعكاسات ذلك على العراق، ولماذا تعتبر واشنطن كل ماأسس في العراق من تشكيلات سياسية، ومجموعات، مسلحة وقوى عسكرية جزءا من نشاطات الحرس الثوري في المنطقة؟
أعلن مجلس الأمن القومي الإيراني إعتبار القوات الأمريكية قوة إرهابية في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي دفع الأمريكيين الى إعلان أنهم مستمرون في زيادة الضغوط الإقتصادية، وإن واشنطن ستدرج شخصيات عراقية على قائمة العقوبات بإعتبار إرتباطهم ماليا وسياسيا بالحرس الثوري الذي تعده المسيطر على الإقتصاد الإيراني، والحياة السياسية هناك، ومن خلال ذلك يمول نشاطاته التي تهدد مصالح أمريكا واسرائيل.
القرار الأمريكي الأخير يمثل خطوة متقدمة في إطار مساعي تحجيم دور إيران في المنطقة، وممارسة ضغوط أكبر على القوى التي لديها علاقات مالية وسياسية مع الحرس الثوري الإيراني في العراق وبلدان أخرى في الشرق الأوسط االتي تعدها واشنطن حليفا مقلقا، وذات تاثير مزدوج على مصالحها، وعلى أمن إسرائيل، لكن ليس من الممكن تصور أن يبتعد هذا القرار في تداعياته الخطيرة عن العملية السياسية برمتها، فهناك تصور أكثر حدة يذهب بإتجاه إن القوى الفاعلة سياسية وعسكرية وإقتصادية ستكون في مرمى النيران فالدور الإيراني بحسب الفهم الأمريكي المعزز بضغوط المملكة السعودية تجاوز مرحلة التأثير الى مرحلة تشكيل العملية السياسية ذاتها، وتعيين الوزراء والمسؤولين الكبار، وتوزيع المناصب بين الكتل السياسية التي لاتستطيع تمرير سياساتها دون أن تمر بالفاعل الإيراني.
ليس مستبعدا أن يكون كل سياسي، وكل مسؤول، وكل قيادي في الحشد الشعبي ضمن قوائم أمريكية تشمل عقوبات إقتصادية، وملاحقات قانونية، وربما القيام بعمليات عسكرية محدودة لتحقيق أهداف تلتقي والقرارات الأخيرة التي تستهدف إيران.
هل ينجح العراقيون في التخلص من الكماشة الأمريكية خاصة وإن الدولة العراقية لاتمتلك رؤيتها الخاصة، وليس ببعيد تصريح رئيس الخارجية العراقي محمد علي الحكيم الذي قال: نحن ندرس البيان الأمريكي لإصدار رد فعل بعينه. أي رد؟ لايوجد رد.