الجمعة , 22 نوفمبر 2024

مصيبتي .. الامريكان في بيتي

أ.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي

الجزء الثالث: لا يترددون في ان يقتلون ..

مع بداية العام الدراسي ، كان لابد ان اعود بعائلتي الى الدار ، خاصة وان الامريكان قد سيجوا جدران القاعدة باسلاك شائكة على ارتفاع ٦ امتار و زودوها بمجموعة من الكاميرات ..بعت سيارتي لرجل من ذوي الاحتياجات الخاصة و بنصف سعرها وبالتقسيط والذي لم احصل من اقساطها الاربعين سوى قسطين لان بقائها معي ستكون هدف للتفخيخ من بعض الشباب الملتحين مما يجعل عائلتي في خطر..في صباح مبكر من احد ايام ايلول انهالت على القاعدة وعلى بابنا مجموعة من الصواريخ ، جزء منها انفجر في القاعدة واخر اصطدم بالسياج الكونكريتي و واحدة دمرت بابي و ٣ لم تنفجر قرب الباب .. اتصلت بجميع من اعرفهم، ليتصلو بمجموعة معالجة المتفجرات والمقذوفات والقنابر غير المنفلقة، والذي تسمى بقوات الصقر والتي جاءت متاخرة ،لكنها بقت على بعد ١٠٠ متر، بسبب تخوفها من ضرب الامريكان لهم، ان لم تكن هناك موافقة من القيادة في القاعدة والتي تم استحصالها بعد بضع ساعات ،ليقوم رجال معالجة المتفجرات وبوجود الامريكيين من رفع المقذوات و رفع صواعقها والابر …
كان اليوم عصيب ، لكن الحاح بناتي على ان نعدل توجيه صحن الستيلايت جعل من بقية اليوم اصعب، لان من المستحيل ان يقبل اي شخص الوصول الى البيت او الصعود الى السطح..
كان علي حمل الستلايات و الريسيفر ووضعهم قرب الباب من داخل البيت، و ربطهم بصحن استلام الاشارة . كانت معي ابنتي الكبرى ( نورا ) الذي تقوم بتغيير القنوات وتبديل الاقمار الصطناعية وتبلغني ..بعد ربع ساعة انطلقت هيلكوبتر من القاعدة لتحوم حولنا ، كان صراخ نورا يدوي في اذني وهي تصيح : بابا الهيلكوتر ، راح تنزل عليك ، الجندي ينيشن (يصوب ) عليك .تركت الصحن و بلا وعي بدات ازحف وسط فزع نورا و عدم استجابتها لصوتي في ان تنزل ، مما اضطرني ان ادفعها بقوة فتعرضت الى الم شديد ..وحالما دخلنا الباب اطلق الجندي الامريكي بضعة رصاصات على البيتونة ،ونحن نتراكض لنختفي تحت الدرج ..بالرغم من تاكدي ان رصاصهم تحذيري لان قربهم منا يتيح لهم قتلنا بسهولة ، لكن يبقى فينا الاعتقاد انهم لا يترددون في ان يقتلون ..
بقينا في الدار لبضع ساعات مرعوبين ، و نمنا من شدة الخوف و التعب ،. بعد منتصف الليل ، جاءوا الجنود الامريكان برفقة ضابط ، بعضهم نزل من السطح واخرين كسروا باب الاستقبال .قام الجنود بوضع فوهات بنادقهم عل زوجتي و بناتي وابني ، كنت الاحظ الخوف في عين الجنود و عيون عائلتي ، و ما ارعبني ان بنتي عبير بدأت تدمع عيونها تنهمر بغزارة بدون ان نسمع لها صوت واصبحت صفراء شاحبة .طلبت منهم ان يبعدوا فوهات البنادق عن اطفالي و عائلتي ، فما اجابوني الا بان دفعوني الى الجدار وظهري الى عائلتي، بقينا على هذا الحال دقائق ، حتى امر الضابط جنوده ان يحضروني .. وجدت الضابط يعاين حاسوبي ويقلب اوراق كانت نتائج فحوصات طلابي من الدكتوراه والماجستير .سالني عن عملي و بحوثي وبحوث طلابي ..طلبت قبل ان اجيب ،ان يبعد الجنود عن عائلتي. جعل عائلتي في صالة الاستقبال ، وبدات اوضح له النتائج..استغرب الضابط مما يقوم طلبتنا به من بحوث ،حيث تبين ان الضابط يحمل ماجستير في الهندسة المدنية و البيئية وسبق له العمل في محطات المعالجة ،وفي نصب محطات معالجات متنقلة للجيش و مراكز القيادة ..قال لي الضابط: عندك خبرة كبيرة في المعالجات المتقدمة ، لماذا تبقى هنا ؟؟؟؟!!.
قلت : السؤال هو لك ، لماذا انت هنا ؟؟!!!.سكت وانزعج ، ولكن في نهاية الامر طلب ان ياخذوا صور لكل شخص في البيت ، لانهم يظنون اننا ادلاء للمجموعة التي ضربتهم من سيارة بيكب دبل قمارة ..وعندما قلت : ان بابنا تضرر .قال احد الجنود : تمويه وخداع ، ولكنك مع من ضربونا صباحا”..
تركنا الضابط والجنود و رحلوا وانا على يقين لولا مناقشتي له في منظومة معالجة المياه الطبية السامة ، لكانوا قد اعتقلوني…

شاهد أيضاً

السامرائي يلتقي البرزاني ويبحثان الأوضاع السياسية والأمنية

      إلتقى رئيس تحالف العزم المهندس مثنى السامرائي في مصيف صلاح الدين بأربيل …