الأحد , 19 أكتوبر 2025

بغداد تتحرك للتوسط بين دمشق و”قسد” لتصدير النموذج الكردي العراقي وتسوية ملف النفط

النهرين نيوز –

دخلت بغداد على خط الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوسط بين الحكومة السورية وقيادة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تسيطر على مناطق شمال شرقي سوريا، وفقاً لمصادر في مستشارية الأمن القومي العراقي. ويأتي هذا التحرك مدفوعاً باعتبارات سياسية واستراتيجية تسعى من خلالها الحكومة العراقية إلى لعب دور إقليمي مؤثر في تسوية النزاعات المجاورة.

وذكرت إذاعة مونت كارلو الدولية أن هناك ثلاثة دوافع رئيسية وراء الوساطة العراقية:
الأول يتمثل في تصدير النموذج الكردي العراقي، إذ يسعى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى استثمار نجاحه الأخير في التوصل إلى اتفاق “تاريخي” مع حكومة إقليم كردستان بشأن السيطرة المركزية على إيرادات النفط، ونقل هذا النموذج إلى الساحة السورية لحل ملف النفط، الذي يعد أحد أبرز نقاط الخلاف بين دمشق و”قسد”.

أما الدافع الثاني فهو استعادة الدور الإقليمي للعراق بعد تراجع تأثيره في أعقاب حرب غزة وتأجيل مؤتمر “بغداد الثالث”، فيما يرتبط الدافع الثالث بـ تنفيذ التفاهمات العراقية – التركية الأخيرة، التي نصت على التعاون في “تسوية القضايا الإقليمية العالقة”.

وبحسب المصادر، تتولى مستشارية الأمن القومي وجهاز المخابرات العراقي إدارة هذه الوساطة، حيث عُقدت بالفعل محادثات أولية مع قيادة قسد في السليمانية. وتركزت النقاشات على ملفين رئيسيين:

  • دمج قوات قسد ضمن تشكيلات الجيش السوري الجديد بالاستفادة من التجربة العراقية في دمج القوات الكردية.

  • اتفاق النفط الذي يقضي بتسليم منشآت النفط في شمال شرق سوريا إلى سلطة الحكومة السورية.

وترى بغداد أن استقرار سوريا يصب في مصلحة الأمن العراقي، وأن أي تصعيد مسلح بين دمشق و”قسد” قد يفتح الباب أمام فوضى جديدة في المنطقة. كما تعتبر أن نجاح الوساطة قد يشكل خطوة مهمة نحو إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في سوريا والعراق، وهو هدف استراتيجي تسعى إليه الحكومة العراقية منذ فترة.

شاهد أيضاً

مثنّى السامرائي يتفقد مشاريع الإعمار في سامراء ويؤكد استمرار الدعم للخدمات العامة

النهرين نيوز –  أجرى رئيس تحالف العزم المهندس مثنّى السّامرائي جولة ميدانية في مدينة سامراء …