حمزة محسن السقاف
(تحت السيطرة) مفهوم أمريكي ضمن استراتيجية قديمة قدم الصراع بين القوى الدولية على مناطق النفوذ، وقد برز هذا المفهوم إبّان الحرب الباردة حيث كان الإتحاد السوفيتي بكل قوته النديّة للولايات المتحدة الأمريكية تحت سيطرة الأخيرة التي كانت تدفع به إلى حتفه في سباق محموم للتسلحّ.. كما كان مفهوم تحت السيطرة نشاطا في إستراتيجية سياسية الوفاق منذ سبعينيات القرن الماضي وتوزع القطبان الدوليان مناطق النفوذ بالتراضي إلى أن إنتهت هذه المناطق جميعها في قبضة الأمريكي بعد إنفراده بقيادة العالم.
إذا لا جديد عما يتداول عن أسرار إستراتيجية في السياسة الأمريكية السائدة اليوم .. بدءاً بالعراق التي إضطرت أمريكا إلى إختلاق تنظيم إرهابي جديد منشق ٍ عن(القاعدة) تحت مسمى (الدولة الإسلامية في العراق و الشام) أو داعش لخلق توازن بين قوى الشيعة المهيمنة على العراق بمخطط أمريكي و بين قوى السنة المتراجعة ليظل العراق مساحة تحت السيطرة .. باعتباره المجال المستهدف في المخطط الأمريكي وليس كما يروج البعض لمفهوم (الدولة العدو) ذلك أنه لا يوجد في المنطقة العربية كلها كيان لدولة بقدر ما هو كيان لنظام حكم، ولأن حالمنطقة بكل كياناتها قابلة للإشتعال تحت مبررات ومزاعم واردة فلا بد من وضعها (تحت السيطرة) واختلاق توازن لقوى الصراع داخلها.. وحتى لا تنفلت الأمور كان لابد من أسلاك شائكة تحول دون امتداد النيران وهو ما عرف بالضباع المحلية.. نجدها في سوريا.. تركيا وإيران وروسيا ويتكرر المشهد في اليمن.. وفي ليبيا.. إبحث عن الضباع المحلية المجاورة تجدها في مواقع محددة وبأدوار مرسومة.
إنها السياسة القائمة على إستراتيجيات بعيدة المدى.. وتظل المنطقة العربية وساحاتها المجال الحيوي الأكثر قابلية للإستنزاف لحالة جسده المرضية منذ قرون وليس في الأمد القريب، ولو ترك هذا الجسد على حاله بدون إستهداف من الخارج لبقي كما هو هذا المجال الحيوي للاستعمار بمعنى الاستثمار لثرواته لصالح القوى الدولية.. وهذا هو الاستنزاف بعينه!!
شاهد أيضاً
السامرائي يلتقي البرزاني ويبحثان الأوضاع السياسية والأمنية
إلتقى رئيس تحالف العزم المهندس مثنى السامرائي في مصيف صلاح الدين بأربيل …