في البداية لا أستطيع القول سوى أن هذا الموضوع من المواضيع المهمة التي لها أثراً فعّالاً على حياة الإنسان، ومن ثم على المجتمع من خلال تكوين حضارة قوية ذات أساس وبناء صلب.
فكما نعلم، يتطور العالم بسرعة كبيرة
! في عام 1990 كان عدد سكان الأرض كبيرا، علماً أنه سيتضاعف أكثر فأكثر بمرور الوقت
. لقد كان الطريق المؤدي إلى اتفاقية حقوق الطفل طويلا منذ أن أرسى العالم عام 1945 ميثاقا يشجع على احترام حقوق الإنسان والحريات. وبعد مضي ثلاث سنوات أي في عام 1948 ، صدر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ليؤكد من جديد أن (للأمومة والطفولة حق في الرعاية الخاصة)، ليؤكد الإعلان أن من حق الطفل على الإنسانية أن تضمن له حقوقه.
ومن ثم ظهر أول عهدين لحقوق الإنسان ملزمين للأطراف ليعلن عام 1978 عن نص مشروع اتفاقية حقوق الطفل. أمّا في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1989 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة نص اتفاقية حقوق الأطفال،فأصبحت هذه الاتفاقية صكا ملزماً عام 1990 حيث صادقت عليها عدد كبير من دول العالم. ونصت الاتفاقية على الحق في الحياة وحق نمو الطفل نمواً عاديا وحق احترام أي طفل دون تمييز.
بعد مرور 30 عاما على هذه الاتفاقية، لا يزال الكثير من الأطفال لا يتمتعون بالحصول على حقوقهم الكاملة، وبالرغم من تراجع أعداد الأطفال الذي يموتون قبل بلوغ عامهم الخامس، فهناك الملايين من الأطفال الذين توفوا لأسباب كان من الممكن علاجها. جاء أيضا في الاتفاقية بأن من حق كل طفل الحصول على تعليم ،لكن نرى أن هناك أطفال بالالآف خارج التعليم ومنقطعين عن المدارس. بالإضافة لوجود أطفال لا يحصلون على طعام وغذاء كاف، فهناك 66 مليون طفل على
صعيد العالم يحضرون الحصص المدرسية وهم بلا أكل ولا شرب.
جلست ذات يوم وسألت أمي؛ هل كان جيلكم مثل جيلنا الحالي!؟ وهل كنتم تمتلكون كل شيء مثلنا!؟ فقالت أمي بالطبع لا يا ابنتي، كان يعاني أطفال العراق من أثر النزاعاتوالحروب واجه الأطفال وعائلاتهم وضعا أمنيا وسياسيا واقتصاديا أخداً في التغيير السريع، فقامت أسر هؤلاء الأطفال من أجل البقاء تبحث عن سبل لتحسين ظروفها. أما الخدمات الأساسية التي يعتمد عليها الأطفال من أجل البقاء والنماء مثل الصحة والتعليم والمياه والصرف الصحي كانت متدنية جدا الى حد كبير.
ثم تدرج الوضع فظهرت اتفاقية حقوق الأطفال وقد وافقت عليها العراق عام 1994 مما أدى بعدها الى زيادة الضغوطات الدولية على العراق ما أجبرتها على تحسين حال حقوق الأطفال وإعطائهم ما يحق لهم. أنتم تعيشون الآن مع أحدث تطورات …
قلت لأمي، أنتم عشتم أوضاعا صعبة ولا يجب أن يدوم والعراق حتى الآن يعيش في أزمة إنسانية يتحتم على جميع الجهات المسؤولة أن تزود المنظمات الدولية بالعاملين والموارد ، نحتاج مبادرات ريادية تجريبية لتوفير الخدمات، يجب تمكين المجتمعات لكي توسع نطاق عملها بأسلوب لا يؤدي إلى إضعاف الأنظمة والأجهزة الوطنية العراقية بل يدعمها وينميها. وبذلك ستساعد على إبقاء المجال مفتوحا أمام التنمية. إن الاستثمار في حقوق الأطفال أمر ضوروري يتيح للعراق أن يبنى نستقبل آمن.
…طفل صغير..ذاب عشقا في العراق
كراسة بيضاء يحضنها …وبعض الفل
بعض الشعر والأوراق
حصالة فيها قروش…من بقايا العيد..
دمع جامد يخفيه في الأحداق
عن صورة الأب الذي قد غاب يوما.. ولم يعد
وانساب مثل الضوء في الأعماق..
يتعانق الطفل الصغير مع التراب …يطول بينهما العناق
خيط من الدم الغزير ينسال من فمه..
يذوب الصوت في دمه المراق
تخبو الملامح…. كل شيء في الوجود
يصيح في ألم: فرااق
أشتاق يا بغداد تمرك في فمي
من قال إن النفط أغلى من دمي؟؟؟
دلڤین محمد جمیل
١٦ سنة