استراتيجية الحد من الفقر والحرمان بين الواقع والطموح اعـــــــــــــداد مدير اقدم رعـــد اآل مبــــارك المعموري وزارة العمل والشؤون الاجتماعية
المـــــــــقدمة:-
تعريف الفقـــر:- هو الحالة الاجتماعية التي لايتوفرفيها ادنى مستويات المعيشة في المكان الذي يعيشون فيه للبقاء على قيد الحياة. والذي يحدد الفقر هو مستوى الدخل الذي يختلف من مكان الى اخر فيرى العلماء ان الفقر ناتج عن التوزيع غير المتكافئ للموارد والثروات في المجتمعات كمايعتقد علماء الاجتماع ان افضل تعريف للفقر يكون بناء على الظروف القائمة في مكان معين مثل الافتقار الى الغذاء والملبس والماؤى فعادة مايعاني الفقراء من الجوع وبسبب غياب التعليم والرعاية الصحية
خــــط الفقــر:- هو القياس المعياري لدخل الاسر المناسب والتي تحدده كل دولة او ولاية وتتم مراجعته بشكل مستمر بحيث يتم تصنيف الاسر التي تكون اقل من هذا المعيار على انها فقيره رسميا وتستحق المساعدة من الرعاية الاجتماعية في المنطقة ,اما الفرد الذي لايستطيع العيش دون الحد الادنى من الحاجات الرئيسية مثل كمية الغذاء الكافية لتغذية جسم الانسان والمأوى المناسب للحماية من العناصر المحيطة والملابس الملائمة لظروف المعيشة والعمل يعد فقيرا .
انـــــــواع الفقر:-
الفقر المطلق :-يقاس على اساس كمية المال اللازم لتلبية الاحتياجات الرئيسية مثل(الغذاء , الملابس , المسكن )غير شمولي يعنى بالمستوى العام لحالات عدم المساواة في المجتمع اي لا يقدر بموجبه الاحتياجات الاجتماعية والثقافية المختلفة للافراد(منتقد).
الفقر النسبي :-يقاس من خلال تقييم الوضع الاقتصادي للفرد والاخرين في المجتمع و يكون نصيب ناس على انهم فقراء الذين هم دون مستوى المعيشة التي تسود مجتمع معين وكلا المفهومين يجتمعان الى حد كبير من الدخل والاستهلاك فقط.
اثار الفقـــر :-عواقب الفقر غالبا ما تنتقل من جيل الى اخر ومن اكثر الاثار شيوعا للفقر تعاطي المخدرات والكحول وسوء ظروف السكن المعيشية وقلة فرص العمل وفرص الحصول على التعليم وزيادة مستويات الامراض ومن الواضح ان هذا يؤدي الى ارتفاع مستويات الفقر الى التوتر والضغوط بسبب عدم المساواة حيث تكثر معدلات الجريمة في المجتماعات التي تعاني الفقر.
وكثر في الاونة الاخيرة زيادة معدلات الفقر في الدول المختلفة عاما وفي بلادنا بصورة خاصة وللحد من هذه الظاهرة التي اصبحت مستشرية و في تفاقم ونرى انعكساتها و مردوداتها بشكل سلبي على الشباب ,فيجب البحث عن اساليب محددة .وبالرغم من استحالة وضع استراتيجية واحدة ناجعة على المستوى القريب لاستئصال وللحد من الفقر لأنجاح هذه الاستراتيجيات يتطلب تحركات مستويات مختلفة وعوامل مختلفة في الوقت نفسه.ولهذا ينبغي العمل على وضع مجموعة تدابير واجراءات تتماشى مع الاوضاع الخاصة للبلدان المختلفة والسبب يعود الى تعدد الهيكليات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
ويمكن ان نحدد الاستراتيجيات وبعض السياسات الرئيسية التالية:-
سياسات توزيع الموارد بما فيها رأس المال المادي والبشري .
العمل بسياسة قانون(الندرة النسبية ) وهي استراتيجة الحاجات المتكررة والحد من الموارد الطبيعية .
سياسة تحديد القطاعات التي تهدف الى اعادة هيكلة نظم الانتاج.
سياسات لتحديد كيفية الوصول الى حالات الفقر وتحسينها والتحقق من ضعف مجموعة محددة من السكان.
سياسات لأيصال الدخل والسلع والخدمات مباشرة الى الفقراء.
سياسات متعلقة بتنظيم الفقراء.
ان حالة الفقر في بنى المجتمع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي متصل اتصالا وثيقا فتوزيع موارد الانتاج الاساسية والمقصود بها (الارض ,راس المال ,العمل )
تحليـــــل الواقع:-
يعاني معظم السكان النشيطية اقتصاديا في القطاعي (الريفي و الحضري)حيث يتوقف مردود العمل في الحساب الخاص الى حد كبير على الموارد الانتاجية سواء كان العامل للحساب الخاص في اعمال الزراعة وفي القطاع الحضري من حيث ايجاد فرص عمل (الاعمال المهنية ) اذا فهناك ترابط قوي بين الفقر والحرمان من نقص الموارد ,فالفقراء يعانون من عدم امتلاكهم اي شيء من الموارد حيث لايملكون ارض او رأس مال او عمل .
وقد يطول الوقت اللازم لكي تثمر سياسيات تحسين الوصول الى الموارد وتحقيق السياسات القطاعية للانتاج, وقد تبرز الحاجة الى استكمال هذه السياسات بتحويلات اجتماعية مباشرة وهذه تشمل تحويلات مباشرة للدخل وتقديمات اما ان تكون عينية مباشرة على شكل سلع اساسية او نقدية لدعم اضافة الى نظم التأمين الاجتماعي والصحية المختلفة
الصعوبات والمشـــــاكل:-
كانت الصعوبات والمشاكل محل نقاش وحوار مستفيضين وقد اثبتت التجربة فيما يخص الاعانات الخاضعة لاختبارات الدخل ان النظم معقدة نسبياً وادارتها مكلفه وان قسما من الاعانات يصل الى غير الفقراء.وانها ستؤثر سلبيا على حوافز العمل والادخار وقد توقع المستفيدين في فخ الفقر والاهم من ذلك ان نسبة كبيرة من اولئك الذين يستحقون الانتفاع من هذه الاعانات لا يتقدمون بطلب للحصول عليها اما فعالية نظم الضمان الاجتماعي في تفادي الفقر فهي رهن بمدى شمولية التغطية التي يوفرها النظام للحوادث والحماية للمنتفعين بها كما تتعلق فعاليتها ايضا بمستوى الاعانات والتقديمات والتغطية واسعة ومرتفعة في البلدان الصناعية في حين ان نسبة صغيرة من سكان البلدان النامية تستفيد من نوع اواخر من نظم ضمان الاجتماعي.
ان مشكلة الفقر في البلدان النامية هي اصلا مشكلة (الفقير العامل ) ويمكن هنا التميز بين حالتي فقر حالة الفقراء الذين يبقون على فقرهم على الرغم من عملهم ساعات طويلة اما بسبب تدني انتاجتهم او بسبب علاقات اقتصادية خارجية تقوم على الاستغلال والاكراه وحالة العمالة الجزئية الخارجة عن ارادة الفقراء.
برامج المعالجات :-
اولا) برامج المساعدة الاجتماعية الموجه للافراد او حسب احتياجاتهم وتخضع هذه المساعدة عادة لاختبارات الدخل وتمول من الضرائب او الموارد العامة.
ثانيا) وبرامج الضمان الاجتماعي وهي الية قائمة على الاشتراكات تتيح لكل افراد المجتع المدني ان يضمنوا احتياجاتهم من الدخل في الشيخوخة وان يؤمنوا ضد العجز والمرض والبطالة وغيرها من المخاطر. (3)
ثالثا)عند تحسين قاعدة راس المال السنوي عند الفقراء من خلال التعلم والتدريب بشكل استراتيجية فاعلة من اجل رفع انتاجيتهم يتطلب مستويات عديدة :-
أالمستوى الاول / اعتماد سياسات للعمل ترمي الى تنمية الموارد البشرية كاستراتيجية للقضاء على الفقر.
بسياسة المستوى الثاني /لضمان رصد المخصصات المناسبة لتأمين الاتفاق في مجالات التعليم والتدريب على نحو متكافئ فحصول الجميع على التعليم الاساسي هو الاداة الاكثر فعالية.
سياسة المستوى الثالث/ يجب ان تتفادى الاجراءات سد طريق التعلم والتدريب امام الفقراء بسبب الاقساط المدرسية او بسبب تدابير استرجاع الكلفة كتلك التي نفرضها برامج التكييف الهيكلي ولابد من اتخاذ تدابير ايجابية من شأنها ان تشجع الفقراء على دخول المدارس والمواظبة على الدروس فيها .
سياسة المستوى الرابع/ضروره معالجة العوائق التي تعترض فرص التدريب وتعزيز الانشطة الخارجية لمؤسسات التدريب لصالح العاملين في القطاع غير النظامي وتوسيع التدريب على العمل للحساب الخاص واتخاذ التدابير.
هـ) مستوى نظام التلمذة الصناعية التقليدي.
على المستوى الخامس/ الضيق ينبغي ان تتوفر برامج تدريب مناسبة ترمي الى تحسين الانتاجية والمهارات الادارية لدى الفقراء وخصوصا للذين يعملون في الزراعة او في القطاع غير النظامي داخل المناطق الريفية والمناطق الحضرية.
ح ) ولربط هذه الاجراءات التدريبية بخدمات دعم اخرى من اجل تحقيق نتائج فعالة في تأمين الاعمال والمداخيل اذ ان التدريب وحده لن يكفي لرفع دخل الفقراء.
رابعا)ان العمــل //هو رأس المال الرئيسي للفقير فـان من القضية الاساسية على مستوى السياسات تكمن في كيفية التوصل الى تغير عملية التنمية الاقتصادية لاستحداث اكبر عدد ممكن من الوظائف المأجورة.
خامسا ) تفعيل السياسات الاقتصادية الكلية حيث تلعب السياسات القطاعية دورا هاما في عملية اعادة هيكلية الانتاج.
سادسا) ان نجاح السياسات تشجع العمل الريفي في الزراعة وفي الانشطة غير الزراعية وانماء قطاع المنشاّت الصغيرة ورفع مستوى القطاع غير النظامي في المناطق الريفية وتشجيع التوظيفات والاشغال القائمة على اليد العاملة في مجال البنى الاساسية في المناطق الريفية والحضرية.
سابعا) التحدي الرئيسي في مجال السياسات هو توسيع القدرة التوظيفية في هذه القطاعات وفي الوقت ذاته التوصل الى رفع نوعية الوظائف من ناحية الدخل المحقق والحماية الاجتماعية الموسعة وتوفير الانشطة العملية التي نفذت بمساعدة منظمة العمل الدولية لصالح عمال القطاع غير النظامي او العاملين في المنزل.
امثلة جيدة عن شروط نجاح مجموعة من السياسات ومن التدخلات المباشرة في تحقيق هذه الاهداف
العناصر الاساسية لمثل هذه السياسات القطاعية هي الوصول الى رأس المال والمهارات والتكنلوجيا والاسواق والتنظيم والاعلام.
تنظيم المجموعات المعنية وتمكينها هما امران اساسيان لانجاح هذه التدابير والحفاظ عليها .
يعود ضفف الفقراء بمعظمه الى تمايز الجنسين والانتماء العرقي اضافة الى الوضع الاقتصادي والاجتماعي للأسر اذ ان هذه الفئات معرضة في سوق العمل لمختلف انواع التميز والاجحاف التي تكرس دائرة الحرمان المفرطة .
تعد عملية الافلات من الفقر. تحد مستويات التمييز المختلفة من وصول المجموعات المغبونة الى اسواق العمل والاستخدام المأجور الجيد كوسيلة للافلات من الفقر.
ظاهرة فصل سوق العمل على اساس الفروقات بين النساء والرجال ان القيود والمواقف الثقافية ونقل المسؤوليات المنزلية وضاّلة الاستثمار في تعليم البنات .
نتيجة تميز واضح او مستتر تجاه النساء من ناحية حصولهن على العمل او من ناحية شروط استخدامهن وقد ادى هذا التميز ايضا الى تأنيث بعض الفئات في سوق العمل كفئة مثل العاملات في المنزل .
من الوسائل الناجعة للقضاء على الفقر اتباع سياسات وسن تشريعات واقامة حملات توعية واعتماد تدابير ايجابية اخرى ترمي الى تعزيز امكانات الوصول الى العمالة المنتجة والحماية الاجتماعية .
تشير عبارة التحويلات المباشرة للموارد الى مجموعة من التدابير تهدف الى اعادة توزيع الدخل والثروات بشكل مباشر وسريع لصالح الفقراء.