أعلن رئيس البطركية الكلدانية في العراق والعالم، الكاردينال لويس رؤفائيل ساكو، أن البابا فرنسيس سيزور العراق “هذا العام أو العام المقبل” بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة، موضحاً أن “1250 مسيحياً قتلوا في البلاد كما تم الاستيلاء على 23 ألف منزل للمسيحيين منذ 2003”.
وقال ساكو عن الزيارة التي يجريها البابا إلى الإمارات اليوم للقاء شيخ الأزهر إن “الزيارة تمثل التقاء الكنسية بالعالم الإسلامي والعكس صحيح من أجل كلمة السواء لخير البشرية وترسيخ قيم العيش المشترك وتعميق المشتركات من أجل مجتمع يتمتع بالعدل وكرامة الإنسان، خاصة وأننا أمام تحدي العنف والتطرف باسم الدين”، مضيفاً أنها “رسالة لكل المواطنين المسلمين والمسيحيين في المنطقة بأن الحلول تأتي من الداخل وليس من الخارج وضرورة التعاون لقبول الآخر وتقدم وازدهار العالم”.
وأشار إلى أن الحروب دمرت البشر والحجر في العراق واليمن وسوريا، والبابا يقول كفى؛ فالعنف والإقصاء لا يبنيان بل يهدمان ولا بد من ترك الماضي والانفتاح على المستقبل وضمان كرامة وحرية الإنسان بغض النظر عن انتمائه الديني”.
وحول إمكانية زيارة البابا إلى العراق، قال رئيس البطركية الكلدانية في العراق والعالم إن “الظروف غير مهيئة لهذه الزيارة التي تتطلب توجيه دعوة رسمية من الدولة العراقية والكنيسية لكن ما حصل هو مجرد كلام شفوي”.
وتابع: “نحن على يقين بأنه سيزور العراق هذا العام أو العام المقبل، ليس من أجل المسيحيين فقط بل لتوجيه رسالة جامعة لكل الإنسانية فقد زار ميانمار سابقاً في حين لم يزرها أي مرجعية إسلامية”.
ولفت إلى أن “من دفع ثمن العنف هم كل العراقيين، ونحن بحاجة إلى الانفتاح على المستقبل والخروج من النظرة الضيقة والفساد المهيمن على كل مفاصل الدولة”، مبيناً أن “1250 مسيحياً قتلوا منذ 2003 كما تم الاستيلاء على 23 ألف منزل للمسيحيين إلى جانب التهجير والخطف، وتفجير 58 كنيسة قبل داعش، وبعد ذلك لم يترك التنظيم كنيسة في سهل نينوى والموصل بدون تدميرها”.
وأشاد ساكو بالاستقرار المتحقق في إقليم كوردستان بالقول: “الأمن والاستقرار موجودان في إقليم كوردستان لكن العقلية والثقافة يجب أن تتغير، فهناك خطابات لا تشجع العلاقة مع المسيحيين وهذا غير مقبول”.
وذكر أن “مليون مسيحي هاجروا من العراق، فالناس قلقون من المستقبل والوضع الاقتصادي حيث لا يوجد استقرار بسبب الحروب التي تهدف لإنعاش تجارة النفط والأسلحة”، مبيناً أن “الحروب تنتج الفكر المتطرف والفساد، أين يذهب المسيحي أو المسلم الذي يفكر في مستقبل بلاده؟”.
ومضى بالقول: “ليس هناك خطة لبناء دولة القانون والمواطنة والعدالة، فالطائفية والمحاصصة تهيمنان على الفكر والثقافة السائدة في كثير من الأحيان هي ثقافة الصحراء”.
ويجتمع بابا الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس، وشيخ الأزهر، أحمد الطيب، اليوم الأحد، 3 شباط، 2019، في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، تحت شعار “لقاء الأخوة الإنسانية”.