هادي جلو مرعي
إحتفلت شبكة الإعلام العراقي بمناسبة تأسيس قناة العراقية (فنون). ربما كانت مصادفة إن الحدث جاء متزامنا مع الصخب الذي رافق الإعلان عن بث مرتقب لقناة mbc العراق التي تتبع لمجموعة قنوات ممولة من المملكة العربية السعودية، يرى البعض ممن لايحبون السعودية إنها محاولة لإختراق ناعم للحالة العراقية. وبعنوان في ظاهره الرحمة، وفي باطنه العذاب، ومن ورائه تقف الدوافع السياسية التي تريد سحب البساط من تحت أقدام أصدقاء إيران الذين يشكلون قوة هائلة في بنية المجتمع السياسية والعسكرية والدينية والإقتصادية والثقافية والإعلامية، ولايمكن قهر هذه القوى مجتمعة، ويفضل السعوديون التغلغل الى عمق ووجدان المجتمع العراقي الميال الى التغيير، والمحبط من تبعات مرحلة صعبة على المستويات كافة، والذي قد يتقبل فكرة التخلي عن إلتزامات لم يعد يفضلها.
نحن بحاجة الى ان يتفهمنا الجاران العزيزان في طهران والرياض لإحداث مقاربة بين طموحاتهما ومصالحهما الخاصة، وبين حاجة العراق ليصل الى أقل القليل مما هما عليه من تقدم وإستقرار وراحة ونهضة وعمران.
في الإعلام لايجتهد الواحد كثيرا ليصنف الإعلام العراقي الى موال، أوميال، أوممول من هذه الدولة، أو تلك، ومن هذا الجناح وذاك.فالخطاب بيٌن من عنوانه كما يقال، ويفتقد الى الهوية الوطنية لأنه يمثل وجهة نظر حزب، أو طائفة، أو قومية، ولايحظى بثقة الجمهور الذي لم يعد مقتنعا بالخطاب التقليدي المعروف، ويبحث عن جديد.
برغم عدم الإهتمام والشعور باللاجدوى لكن من الواضح إن ظهور قناة فضائية سعودية تناغم الجمهور العراقي يمكن أن تثير المزيد من الرغبة في المنافسة، وتظهر ماكنا نفتقده طوال السنوات الماضية حيث الإعلام الموجه والتعبوي المعبأ عسكريا وطائفيا، حتى وإن حاول البعض التأكيد على وطنيته، وعدم إنحيازه.. ولذلك سنجد بعض القنوات الفضائية تغازل الناس بعيدا عن التعبئة من خلال الفنون الدرامية، والإنتاج الفني والغنائي، وسواها من البرامج التي تغري الطبقات الشعبية.العراق يتغير والمستقبل لايرحم فإستعدوا للمنافسة.