هادي جلو مرعي
مقترح ربما يكون ملائما لمرحلة مقبلة فأغلب الوزارات لاتحقق منجزا على الأرض، وهي محط صراع بين القوى السياسية المتنافسة على الأموال والمكاسب مثل أي مؤسسة أخرى يحتدم لأجلها النقاش، وتشتد المنافسة لترؤسها من ممثل لحزب ما جاء في غفلة من الزمن العراقي الأغبر المليء بالهموم، والفساد، وعشرات آلاف الفاسدين المفسدين الذين إنتشروا كالفراش المبثوث في كل مكان، ولم يتركوا مؤسسة إلا وإقتحموها مثل قوم يأجوج ومأجوج.
واحدة من مقترحاتي غير المجدية أن يتم تشكيل وزارة للشوارع مهمتها السهر على تأهيل الطرق العامة والسريعة والشوارع الداخلية في المدن والفرعية منها، وبناء الفنادق ومحطات الوقود والمولات التجارية على مسار تلك الطرق، وزراعة الأشجار والحدائق، وتأهيل الجزرات الوسطية والأرصفة، وكل مامن شأنه أن يتصل بخدمة الطرق العامة.
نحن نقترب من مستوى التخلف في مسألة إعمار الدولة، وبناء مؤسساتها، وصرنا نتراجع بشكل مخيف وصادم.وواحدة من مساويء الدولة الناشئة إن الطرق العامة فيها مهملة ومخربة، وبعضها بمسار واحد يتسبب بحوادث جمة مايؤدي الى سقوط مئات القتلى سنويا من المواطنين.فهي معبدة بنوعية رديئة من الإسفلت، وبعضها مدمر بالكامل، أو مليء بالمطبات والحفر،وقد شهدت محافظات العراق حوادث مرعبة، وإشتكى مواطنون من رداءة فاضحة فيها، وطالبوا بإصلاحها سواء في العاصمة بغداد، أو في المحافظات الأخرى التي تعاني شبكة الطرق فيها من الترهل، وعدم الأهلية بالكامل، وهو الأمر الذي نضعه بين يدي رئيس الوزراء لعله يضع هذا الملف على مكتبه، ويفتحه بالطريقة التي ترضي الناس، وتنهي معاناتهم.
المشاكل التي تتسبب بها الطرق في العراق قديمة، فشبكة الطرق مرهقة للغاية، ولاتلائم التطور الهائل الذي يتمثل بزيادة في أعداد السيارات لامثيل لها تحتاج الى التخطيط والعمل الجاد على توفير شروط هذا التطور، والتحول في المزاج العام الذي يذهب بإتجاه الحداثة والتنوع والبحث عن الجديد.