بقلم سعاد حسن الجوهري
اشبه بالصعقة تلقيت خبر وفاة الطفلة المعنفة المظلومة رهف التي غادرت الدنيا نتيجة تعرضها لانواع التعذيب النفسي والجسدي من قبل زوجة ابيها. حاولت ان اكتب بمجرد استقبالي للخبر لكن هول الصدمة جعلني التقط الانفاس قليلا لاستوعب ما حصل لهذه المسكينة التي سارعت الى لقاء ربها تشكو الظلم والتعذيب. رهف نموذج واضح وصريح لطفولة عراقية معنفة لكن داخل الاسرة هذه المرة حيث وبحسب التقارير الطبية والامنية فانها عاشت اياما عصيبة تحت التعذيب من قبل زوجة ابيها عبر الصعق بالكهرباء والكي بالنار في مختلف انحاء جسمها النحيف. لا اريد ان اضيف على معلومات كل من تلقى هذا الخبر بصدمة لكني اريد ان اخاطب الحكومة ومجلس النواب ومنظمات المجتمع المدني وكل فعالية معنية بشؤون الاسرة والطفل واستصرخهم جميعا ليتخذوا جميع الاجراءات لحماية الطفل العراقي من العنف وان تكون قضية الشهيدة رهف انطلاقة لهذا المشوار. والغريب تزامن قتل الطفلة رهف مع حادث اخر حدث في السعودية لطفل تعرض للذبح بزجاجة من قبل شخص تكفيري لا لشئ سوى لان والدته اطلقت صلاة على نبينا محمد وآله الطاهرين. من هنا بامكاننا القول بان ملف الطفولة المعنفة يفرض نفسه عنوانا بارزا امام جميع منظمات حقوق الانسان التي يجب ان تجبر الانظمة والحكومات على مراعاة هذا الملف وتوفير الحماية لجيل المستقبل. الشهيدة رهف ذهبت الى جوار ربها تاركة القضاء ياخذ مجراه ويثبت عدالته من مجرمة اغتالت زهرة من زهور العراق وبابشع صورة. الخلود للشهيدة رهف ذلك الملاك العراقي المسكين الذي اصبح اليوم فرصة مناسبة لحماية اقرانه. هذا اذا كان القضاء صارم ولم تنم من ارتكبت الحريمة في سجن مرفه. والامر بيد السلطة القضائية.