تحياتنا الخالصة
باكرا” ذهبت الى وزارة التعليم العالي لاتابع تنفيذ قرار المحكمة باعادة صرف راتبي بعد ان اراد اقطاب الوزارة الفاسدة و الوزير السابق والاسبق ابتزازنا بقطع الراتب منذ اربع سنين بسبب ما كشفناه من ملفات الفساد الذي قدمناها للنزاهة فقامت النزاهة بدورها بتحويلها للوزير من باب تبادل المصالح والمنافع ..خرجت سريعا” من الوزارة لان موظفات الادارة يتعاملن مثلما يتعامل معي موظفو المؤوسسات التعليمية في امريكا واوربا بجملتهم المشهورة كيف لي ان اخدمك ؟
May I help you??!!!!!..
رجعت الى الجامعة المستنصرية لاتابع الاوليات حتى ابتعد عن غطرسة ادارة موظفات التعليم ، فالتقيت بفريق استشاري من دكاترة و دكتورات سبق لي ان درستهم خلال اكثر من ربع قرن ، فرحت بحفاوتهم وكرم ضيافتهم الا ان رغبتهم في ترك هندسة المستنصرية بسبب اجوائها الادارية و تفضيلهم ترك العراق جعل في القلب غصة ..عدت الى الدار مهموما متحسرا” على التعليم واهله ،وبعد ربع ساعة عن الرابعة عصرا” ، تم طرق بابي واذا باحد معارفي وهو سائق تاكسي ،القى علي التحية وقال: هناك شخص الماني يريد ان يراك ؟؟ ، فنزل الالماني فاذا هو مبدع ، الاسم الغريب الذي لا ينسى بالرغم من اني درسته في ١٩٨٩..ابلغني مبدع انه جاء صباحا” من المانيا وزار احد أخواته في بغداد و كان في طريقه الى المطار للذهاب الى اخته الاخرى دكتورة اثار متقاعدة ساكنة في اربيل …وفي الطريق مر ب باب المعظم بجوار كلية الهندسة الجامعة المستنصرية فقال للسائق : انا تخرجت من هذه الكلية .قال السائق : انا اعرف د.ضياء واجد في هذه الكلية . قال مبدع : هل تعرف بيته ؟؟، قال السائق : نعم ولكن نتاخر على الطائرة اذا تفكر نذهب اليه!!!!
قال مبدع : لنسلم عليه ؟!!!
سئلته عن احواله، قال : انه حصل على ماجستير طاقة شمسية ،ولها ٢بنات في الجامعة و ٢ في المتوسطة وانه يسكن اولدمبرك وحصل عل الجنسية منذ ٨ سنوات بعد معاناة ..وكان مبدع وزميله جعفر جابر قد غادرا الى ليبيا بداية التسعينات بعد تخرجهم ، وهناك كان ابو زوجتي وعائلته وتعرفو عليه ..وبعد الحاح من اهل زوجتي و كان ابوها قد ارسل لي عقد عمل في كلية الهندسة /جامعة قار يونس في بنغازي ، ارسلت زوجتي وكانت حامل ومعها ابنتي البكر نورا الى اهلها برفقة شقيقي وشقيقها ، واعدهم ان التحق بهم بعد ترتيب اعمالي ومكاتبي ..الا اني بعد بضعة اشهر وبعد ولادة ابنتي عبير طلبت من ابيها ان يرجع بها مع بناتي لاني لا اتخيل ان اخدم غير العراقيين و لن اهجر العراق الا طلبا لمعرفة او لقاء فيه يكون للعراق اثر …قال مبدع : اتابع اخبارك وعندما كنت في جامعة فلوريدا الدولية ،قالو لي اصدقائي ان د.ضياء سيبقى في امريكا ، فقلت لهم : لو اعطوه حكم البيت الابيض لم يبقى الرجل ، سرته مرمية في العراق..قلت لمبدع : تذكرت والدتي رحمها الله ولم ارها قد باتت ليلة خارج بيتنا حتى ولا في بيت اهلها فسالتها عن السبب ، قالت : انا اؤمن بالمثل القائل ( رحت المكة وجيت ومثل بيتي ما لاقيت )،لان بيت الله لجميع من يحج الله ومن يستقبله في الصلاة ، اما بيتي فهو عالمي واسراري وراحتي ..ذهب مبدع مستأذنا” لكي لا تحدث له مشكلة في المطار كما حدثت له مشكلة في الصباح لانه دخل مطار بغداد المانيا و لم تكن لديه فيزا ..قلت له : ولكنك عراقي وهويتك تكفي ؟!!، قال لقد اسقطت جنسيتي لاحصل على الجنسية الالمانية ..تالمت وقلت له : حرام ..قال : لم تنفعني جنسيتي العراقية وكان ممكن ان تكون سبب قتلي في ايام ، اما جوازي الالماني يجعلني كالطاووس في المطارات واينما حللت…ذهب مبدع وترك كلام موجع وقلبي متقطع وصدري مذبوح لم استطع لساعات الحركة …في الليل اتصل صديق في حاجة وتبادلنا اطراف الحديث لكي انسى آلمي و وجعي،فسالته عن صديقنا الكردي الخلوق الملتزم دينيا مذ عرفته ، قال : توفى الى رحمة الله مكتئبا” ..سالت متألما” عن السبب .قال: لقد تركته زوجته بعد سنة من سفرهم الى امريكا وتزوجت من امريكي ( كردي ايراني) ، و عندما التقيته قال بناته تزوجن في امريكا ،ولكن تبين انهن تركن اباهن و عاشن مع اصدقاءهم وحصلن على امر قضائي بعدم اقترابه منهن ل ٣٠٠ متر…فزاد الوجع على بلد لا اعرف الى اي زمن رجع..
اللهم اشكو لك ضعفي وقلة حيلتي و دمار جنسيتي و هجران اهلي واخوتي واحبتي..
اللهم ارحمنا برحمتك
واغفر لنا بمغفرتك
انك الغفار التواب الرحمن الرحيم..
أ.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي