هادي جلو مرعي
4A213611-E76E-41E6-A720-064823E27C9C
إطلعت على تسجيل فديو يظهر قيام عدد من المسلحين بإقتحام مدينة ألعاب السندباد في العاصمة بغداد، ودخولهم في مشادة مع إدارة المدينة التي تستقبل ملايين المواطنين وأسرا وأطفالا، إضافة الى إكتظاظها بطلاب الرحلات المدرسية من بغداد ومحافظات أخرى، وشعرت كما شعر غيري بجسامة هذا التصرف الذي ينم عن تضييع الجهة التي أرسلت هولاء المسلحين للبوصلة، فهذه المدينة هي الأقدم في العاصمة، ويرتادها يوميا آلاف المواطنين، وحين يدخلها مسلحون بهذه الكيفية فذلك مؤشر خطير على نوع الإستهانة بأرواح صغارنا فيما لو جرى تبادل لإطلاق النار بين المقتحمين وقوة حماية المدينة، وكم من الضحايا يمكن أن يسقطوا، عدا عن حالة الرعب والهلع التي يمكن أن يتسبب به ذلك الفعل، وفي وقت الذروة، وفي جو ربيعي يستقطب البغداديين لزيارة مدينة السندباد.
نحن في حيرة من أمرنا، ونتساءل لماذا تغيب الرؤية والفهم عن المسؤولين في بعض المؤسسات الرسمية، وغير الرسمية التي لاتستثن أحدا من سلوكها غير الطبيعي والمقلق. فإقتحام مدينة الألعاب في بغداد غير مقبول، ويجب محاسبة الجهة التي قامت بالفعل مهما كانت، ومهما علا شأنها لأن ذلك يجعلنا في خوف أكبر من المستقبل ياسادة، وإذا كان من مشكلة فهنالك قضاء ومؤسسات قانونية يمكن اللجوء إليها، وإلا فلامعنى لإيماننا بالدولة وبمؤسساتها ووجودها وشرعيتها.
يجب الإنتباه الى إن المدارس، والأسواق والجامعات، ودور العبادة، والمستشفيات، ومدن الترفيه خطوط حمراء لانقبل إقحامها في المشاكل والنزاعات لأنها مكان لعامة الشعب، ويجب ان تكون مصانة ومحرمة على غير المستفيدين منها، والذين يستغلونها بطريقة قانونية، ويجب محاسبة المتجاوزين دون تردد.